الوفي .. كفاءاتنا بالخارج ليسوا عملة بل خبراء يساهمون في تنمية بلادهم
رفضت نزهة الوفي، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج اتهامات عبد السلام اللبار، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين، للحكومة بأنها لا تبالي ولا تهتم بمغاربة العالم، وأنها تعتبرهم مجرد أرقام فقط وعملة تأتي من الخارج.
الوفي، وفي رد قوي على ما قاله اللبار خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين اليوم الثلاثاء، أبدت استغرابها من عدم وجود أي “جسور ممأسسة” حينما قدمت إلى الوزارة قبل سنة ونصف، وقالت موجهة كلامها للبرلماني الاستقلالي ” حينما جئت إلى هذه الوزارة، كنت أتمنى، وأنتم مررتم من الحكومة، أن أجد جسورا ممأسسة ومؤسساتية بين الوزارات والكفاءات من أجل مساهمتها في الأوراش التنموية وطنيا وترابيا، وهذا ما سهرنا على الاشتغال عليه طيلة سنة ونصف، وعلى الرغم من الجائحة”.
وتابعت المسؤولة الحكومية أن “ورش تعبئة الكفاءات لم يكن عملا فرديا للوزيرة الوفي، وإنما مجهود جماعي لأطر الوزارة، والمؤسسات الشريكة الذين اشتغلوا لمدة طويلة، بجد ومسؤولية من أجل تقوية الحبل السري الذي يربط المغرب بكفاءاته في الخارج”.
وواصلت الوفي متحدثة بنبرة واضحة إلى البرلماني اللبار “أؤكد لكم هذا الكلام، لأنكم ربما السيد المستشار لا تعلمون ولا تواكبون ما تقوم به الحكومة والوزارة بهذا الشأن، وقد وجهت لكم مراسلات من أجل الحضور معنا، ولكنكم لم تحضروا”.
وذكرت الوزيرة المنتدبة بالبرامج التي أطلقتها الوزارة في مجال تعبئة الكفاءات والخبرات العلمية والتقنية، ومنها الشروع في تنفيذ المرحلة الأولى من برنامج أكاديمية الكفاءات المغربية بالخارج الذي مكن من تعبئة 4500 كفاءة للإسهام في تطوير العرض الوطني في مجال التكوين المهني وتنفيذ برنامج مدن المهن والكفاءات.
وبعدما وجهت تحية خالصة للكفاءات المغربية بالخارج، عبرت الوزير المنتدبة عن رفضها وصف هذه النخبة من المجتمع بـ”العملة”، وقالت “هؤلاء لهم منا كل الشكر والتقدير، هم ليسوا عملة، بل خبراء ورأسمال مشترك ومزدوج، من خلاله يمكن لبلادنا أن تتقوى، وتحقق التنمية وربح رهان الذكاء الاصطناعي”، وزادت مخاطبة اللبار “اليوم وليدات المغاربة كيقريوهم هؤلاء الكفاءات، لكنكم ربما لا تواكبون المشاريع التي نقدمها أمام لجنة الخارجية”.
كما لفتت الوزيرة انتباه اللبار إلى إطلاق برنامج تكوين الطلبة والمكونين في مجال منظومة صناعة السيارات بمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، داعية إياه إلى زيارة “بعض مراكز التكوين للاطلاع على ما تقوم به شبكة الكفاءات المغربية لفائدة الطلبة والمكونين، والتي تقدم أيضا دعما لوجستيكيا، “والذي لا تقدمه لحكومة اسمها كذا، وإنما يأتون به للمغرب الذي يجمعنا، لذلك دعونا نقوي ثقة التي هي رأسمال بلادنا وتعزيز التوافق الذي يجمعنا”.
وختمت الوفي تعقيبها على تدخل اللبار بالتأكيد على أن حصيلة الوزارة مشرفة فيما يخص تسريع تنفيذ برامج. ملموسة في ورش تعبئة الكفاءات المغربية بالخارج، مبرزة أن الوزارة جعلت من بين أولوياتها تسريع إنجاز ورش تعبئة الكفاءات والعمل على إحداث التحول في مقاربة تعبئة الكفاءات من خلال مأسسة مساهمتها في الأوراش التنموية وطنيا وترابيا بما يجعلها مدمجة في مسلسل إنجاز برامج القطاعات ذات الأولوية الوطنية من خلال برامج وشراكات تهدف تقوية اسهاماتها العلمية والاقتصادية والاستجابة لرغبتها الأصيلة والقوية في الإسهام في تنمية وطنها، وخاصة المساهمة في الأوراش التنموية المهيكلة.