ثقافة

جسر على وادي الموت..إنتاج أدبي جديد يعزز الانتاج الثقافي المغربي

تغوص رواية ” جسر على وادي الموت” للكاتب والأديب إدريس النعيمي من مواليد 1987 بمدينة سطات  المغربية، والأستاذ لمادة التاريخ والجغرافيا بمدينة برشيد، في التاريخ السياسي والاجتماعي للمغرب الأقصى عهد الأشراف السعديين، إذ تقف على الأحداث والظروف التي سبقت معركة الملوك الثلاثة التي وقعت في العام 1578 للميلاد.

وتتخذ الرواية من مدينة أصيلا مكانا مركزيا لأحداثها ، كما تسلط الضوء حول مشاركة المناطق المجاورة لنهر وادي المخازن في تغيير مسار المعركة لصالح المغاربة ، لمعرفتهم المسبقة للأيبيريين ، وصراعهم الطويل مع برتغاليي مدينة أصيلا المحتلة زمنئذن .

كما  تجعل من حمزة – شخصية متخيلة – ابن قرية الجبل التي تجاور أصيلا ، تجعل منه الشخصية الرئيسة والبطل الذي يعاني وأسرته من مرارة حصار البرتغاليين وأسرهم لوالديه وعدد كبير من أهل قريته..إلى أن يتمكن من الانتقام أخيرا من المحتل  في معركة  وادي المخازن الشهيرة.

هذا وتسلط الرواية الضوء أيضا على معاناة الموريسكيين الفارين من اسبانيا بعد مرسوم الطرد الذي أصدره فليب الثالث، من خلال سرد قصة الفتاة الإشبيلية شمس –الضحى ، وقصة أسرها في عرض البحر هي وعائلتها إلى أن تم  تحريريها هي كذلك في المعركة المذكورة، بعد قصة حب جمعتها ببطل الرواية حمزة ابن قرية الجبل.

وعلى اعتبار أن فترة السعديين هي فترة ظهور التصوف السني الجهادي بالمغرب ، فقد تطرقت الرواية لتـأثير هؤلاء الأولياء على الحياة الدينية والاجتماعية للمغاربة في تلك الفترة المتسمة بالغزو الأيبيري البرتغالي والإسباني.

في حين عالجت الرواية بشكل عام الصراع على حوض المتوسط بين القوى العظمى آنذاك الأتراك العثمانيين ، والمملكة الإسبانية وإمبراطورية البرتغال البحرية، كما أشارت لمساعدة الأتراك لعبد الملك السعدي في حربه ضد البرتغال ، وكيف تصدت القوتين الإسلاميتين لحملة ” دون سيباستيان ” العسكرية لغزو المغرب.

تحاول الرواية أن تجمع بين شخصيات تاريخية وأخرى متخيلة ، تتغيى من خلالها أن تميط اللثام عن مشاركة المغاربة البسطاء والعاديين في الدفاع عن قراهم وبلادهم، ولم تركز على سرد التاريخ الرسمي ..وذلك انتصارا لفكرة :”التاريخ من أسفل “

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كل الشكر لهذا المنبر الاعلامي الحر على دعمه اللامشروط للأدب والمعرفة بشكل عام ..فالرواية كما هو معلوم أضحت ومنذ زمن ديوان العرب وأهم الأجناس الأدبية قراءة ودراسة .وذلك لسهولة فهمها من لدن شريحة كبيرة من الناس ثم لعدم تقيد الروائيين بعناصر ملزمة كما في الشعر مثلا أو القصة …مودتي الخالصة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى