كتاب جديد يغني الساحة الثقافية بعنوان التَّوْرَاةُ مِن التَّدْوِيْنِ إلَى النَّقْدِ للباحثة كريمة نور عيساوي
صدر عن المركز الأكاديمي للأبحاث كتاب ‘’التَّوْرَاةُ مِن التَّدْوِيْنِ إلَى النَّقْدِ: دِرَاسَةٌ تَطْبِيْقِيَّةٌ فِي سِفْرِ التَّكْوِيْنِ لِقَضَايَا الخَلْقِ وَالخَطِيْئَةِ وَالطُّوْفَانِ وَبُرْجِ بَابِلَ’’ وجاء في تقديم الكتاب : «إن أهميته تكمن في أنه يُقدم المفاتيح الأساسية لولوج عالم التوراة الذي لا يستطيع فك رموزه إلا الباحث المتخصص في علم مقارنة الأديان، المتفقه في اللغة العبرية واللغات السامية، والدارس للحضارات الشرقية ومدوناتها، والمتابع لما استجد في الدراسات الغربية، والمنصت لما قدمه علماء الإسلام من إسهامات في نقد التوراة. وهي الشروط المتوفرة في الباحثة المقتدرة الدكتورة كريمة نور عيساوي، أستاذة تاريخ الأديان بكلية أصول الدين وحوار الحضارات، تطوان.
لقد ركزت الباحثة على ‘’التوراة ‘’دون باقي الأجزاء المكونة لما يسمى ‘’العهد القديم ‘’ نظرا للمكانة الرئيسية التي تحظى بهذا في الفكر الديني اليهودي الذي يعتبرها من الكتب المنزلة على النبي موسى عليه السلام في جبل سيناء، ولحالة الغموض التي تلف طريقة وظروف تدوين التوراة إذ يرجع تاريخ تدوينها حسب الأدبيات اليهودية إلى عصر عزرا الوراق في القرن السادس قبل الميلاد، والذي حاول أن يضع نصا موحدا ومنسجما لها، وذلك بعد تمحيصه لمجموعة من المصادر المختلفة التي كانت بين يديه والتي لا نكاد نعرف عنها للأسف أي شيء دي بال.
سيجد القارئ الكريم في خطوة أولى عرضا متميزا وشيقا لرحلة التوراة من التدوين إلى النقد، وما يستتبع ذلك من تحديد لمكونات “الكتاب المقدس” بعهديه، وتناول للتوراة والأسفار المكونة لها، وتحديد لمسار تشكلها، وإثارة لإشكالية التقنين، وتمييز بين الأسفار المنحولة، والأسفار المفقودة، وإبراز لدور عزرا في تدوين التوراة، وعرض مفصل للغات التي دُونت بها، ولترجماتها، ولمخطوطاتها.
أما الخطوة الثانية فتمثلت في دراسة تطبيقية لقضايا الخلق والخطيئة والطوفان مثلما جاءت في الإصحاحات الأولى من سفر التكوين، وذلك اعتمادا على ما ورد في المدونات البابلية، وفي تراث الشرق الأدنى القديم. مع الإشارة إلى الإضافات النوعية التي قدمها القصص القرآني، والتي أسهمت في الكشف عن تدخل المحررين في صياغة النص التوراتي. وهو ما تنبه إليه العلماء المسلمون، وعلى رأسهم ابن حزم الأندلسي.»
وللإشارة فإن الكتاب صدر في حلة أنيقة، من الحجم المتوسط عدد الصفحات 425 صفحة، أما الرؤية البصرية للغلاف فهي تعود للفنان علي الحسناوي .