ثقافة

يوم دراسي بكلية الآداب سايس يناقش حوار الثقافات وسؤال التسامح

تفعيلا لثقافة الحوار، وإسهاما في ترسيخ قيمة التسامح، نظم طلبة ماستر “اللغات والحضارات الشرقية ومقارنة الأديان” بإشراف المنسق الأستاذ د. سعيد كفايتي يوما دراسيا بعنوان “حوار الثقافات وسؤال التسامح”، احتضنته كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس- فاس برحابها يوم الأربعاء 04 مارس ،2020، بحضور مجموعة من الأساتذة المتخصصين في الفكر والفلسفة وعلوم الأديان، وطلبة باحثين.

وقد تناولت الجلسة العلمية الأولى “أي مستقبل للحوار في عصر العولمة؟”، والتي افتتحت بمداخلة الطالب الباحث أشرف غريب تحت عنوان “التعصب والتدين، أية علاقة؟ قراءة من وحي رسالة فولتير في التسامح”، أبرز من خلالها أن للتعصب علاقة بالتدين لا بالدين، وذلك من خلال عرضه لجملة من الأحداث التي ذكرها فولتير في رسالته، واختتمت المداخلة بالتنويه بالاستفادة من التجارب السابقة من أجل غد أفضل يحفه التسامح.

أما المداخلة الثانية، فتقدمت بها الطالبة سهام صالحي بعنوان “جذور نظرية صراع الحضارات صامويل هنتغتون أنموذجا”، شرحت فيها نظرية صراع الحضارات استنادا إلى كتاب “صراع الحضارات وإعادة بناء العالم”، كما شرحت كيف ينتقل الصراع، من صراع إيديولوجي، إلى صراع ثقافي وحضاري، وذلك بعد رصدها منطلقات هذا الصراع، ومراحله في المستقبل كما ذهب إليها هنتنغتون.

فيما تناول الكلمة الطالب خالد احليلي، في عرض بعنوان “صراع الحضارات وحوار التواصل، أهم النظريات”، وضح من خلاله مشكلات نظرية صامويل هنتنغتون حول صدام الحضارات، وذكر أهم الانتقادات التي وجهت لهذه النظرية.

أما المداخلة الرابعة، فقد ألقاها الطالب مصطفى بوجناح بعنوان “حوار الثقافات، نحو إرادة سياسيه دوليه لإنهاء الصراع”، وقد أبرز فيها أهمية الحوار، والمعيقات التي تواجهه، وكذا الجهود المبدولة لتفعيل حوار الحضارات من طرف الأمم المتحدة.

فيما تطرقت الطالبة الباحثة حفيظة رضوان إلى محور “حوار الحضارات أم توازن المصالح”، وضحت من خلالها الاتجاهات الداعية إلى الحوار، والتي ترجح كفة الصراع الحضاري، أو تشكك فيه.

أما المداخلة الأخيرة والتي كان عنوانها “الصراع الطائفي وقلق الحوار، الإمكان والضرورة”، فقد بين فيها الطالب جواد الصالحي أن الصراع الطائفي له جذور ضاربة في التاريخ، ممثلا لذلك بالصراع الطائفي الإسلامي، خاصة في معركة الجمل، وصفين، ومعركة كربلاء، وغيرها، وأكد في الأخير على إمكانية الحوار رغم كل المعيقات.

بدورها تناولت الجلسة العلمية الثانية موضوع “موقع الدين في حوار الحضارات” حيث شارك في تأطيرها سبعة طلبة باحثين، واستهلها الطالب الباحث محمد البوشيخي الذي قدم أرضية بعنوان “الحوار الثقافي في القرآن الكريم أسسه ومنطلقاته”، وقد أصل لمفهوم الحوار في القرآن الكريم، والأسس التي يقوم عليها، وكذا الغاية من هذا الحوار، وقد أشار كذلك إلى أهمية الاعتراف بالمختلف والتعاون معه، وبضرورة احترام التعددية والتنوع، والاحتكام إلى العقل وممارسه النقد الذاتي.

أما المشاركة الثانية، فكانت بعنوان “الأصولية الدينية وسؤال العنف”، من إلقاء الطالب الباحث عبد العلي البرني، والذي افتتح بتقديم حول مفهوم الأصولية، وتحدث عن تاريخها ومظاهرها، وعلاقتها بالعنف.

وفي المداخلة الثالثة تحدث الطالب عثمان الصابري عن “المبادئ المشتركة بين الأديان السماوية”، والتي ذكر في بدايتها أهمية الوحي، وأكد على اتفاق غايات الشرائع رغم اختلاف الزمان والمكان، كما أشار إلى الضروريات الخمس والأخلاق ومكارمها، مبرزا من خلالها أوجه الاتفاق الكثيرة بين مختلف الديانات. أعطيت الكلمة بعد ذلك للطالب الباحث بنعيسى الفاضلي، والذي كان عنوان مداخلته “الإسلاموفوبيا ودورها في تقويض الحوار والتعايش”، وقد كان موضوعا مهما قدم فيه أهم المعطيات والتقارير والأرقام حول كثير من ممارسات التعصب ضد الأقليات المسلمة في كل من أوروبا وأمريكا. لتتحدث بعده مباشرة الطالبة الباحثة وفاء النمينج عن “إجراءات المغرب لمكافحة الإرهاب”، وقد عددت جهود المغرب في برنامج التربية والتعليم، وفي الجانب القانوني والديني وغير ذلك، مبينة أن المغرب يقوم بمجهودات جبارة لمكافحة الإرهاب والتطرف.

أما المداخلة السادسة، فكانت من تقديم الطالب الباحث حاتم الغالي بعنوان “جدليه الديني والسياسي في ترسيخ قيم التسامح والتعايش في الإسلام، محنة خلق القرآن أنموذجا”، تحدث من خلالها عن السياسة وعلاقتها بالتدين، وكيف أن السياسة مسؤولة في التاريخ عن كثير من حالات التعصب، وذلك من خلال عرض قصة “محنة خلق القرآن” التي تعرض لها الفقيه أحمد بن حنبل.

وفي الأخير، اختتمت الطالبة الباحثة فاطمة الزهراء بنيحيى الجلسة بمداخلة بعنوان “تأثير الصور النمطية والأحكام المسبقة على الحوار”، تحدثت فيها عن العوائق الفكرية للحوار، والتي أبرزها “الصور النمطية”، وذكرت نماذج لأحكام مسبقة دفاعية أو هجومية بين الثقافتين الأوروبية والإسلامية، وأكدت على سبل تجاوز هذه العوائق.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى