ثقافة

تكريم البروفسور الخمليشي بمناسبة إصدار كتاب”بزوغ جراحة الدماغ الإفريقية”

انعقد اليوم بمقر رئاسة جامعة محمد الخامس بالرباط تقديم الكتاب الثاني للبروفسور عبد السلام الخمليشي حول موضوع: “بزوغ جراحة الدماغ الإفريقية”، بحضور الأمين العام للحكومة السيد محمد الحجوي وكاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي السيد خالد الصمدي والمدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي السيد محمد مثقال.

يتطرق الكتاب إلى المسار الذي مرت به جراحة الدماغ والأعصاب بالمغرب والدور الفعال الذي لعبه المغرب في تطوير هذا التخصص على المستوى الإفريقي. وقد أكدت مختلف الشهادات أن البروفيسور عبد السلام الخمليشي يعتبر مدرسة لأجيال عديدة في مجال جراحة الدماغ والأعصاب، كما أشادت بالعمل الذي أنجزه خلال مساره المهني الذي فاق 45 سنة في التدريس والتكوين والطب والجراحة. إن المناصب المختلفة التي شغلها البروفسور الخمليشي على المستوين الوطني والدولي، خاصة عندما أصبح نائب رئيس الفيدرالية العالمية لجمعيات جراحة الدماغ والأعصاب، مكنته من العمل من أجل أن يصبح المغرب يعتبر قاطرة في مجال جراحة الدماغ والأعصاب ونموذجا في التعاون جنوب-جنوب. وبتعاون مع زملائه الجراحين المغاربة وبدعم من مؤسسة الحسن الثاني للوقاية ومكافحة أمراض الجهاز العصبي، نظم البروفسور الخمليشي أول مؤتمر عالمي لجراحة الدماغ والأعصاب على أرض عربية افريقية سنة 2005 في مدينة مراكش. شكلت هذه المرحلة انطلاقة لبزوغ وتطور جراحة الدماغ والأعصاب في إفريقيا.

وقد نجح البروفسور عبد السلام الخمليشي في النهوض بالطب الإفريقي والرفع به إلى مستوى يمكنه من ولوج ساحة الكبار أي الفيدرالية العالمية لجمعيات جراحة الدماغ والأعصاب (WFNS). فبعد إنجازه دراسة إحصائية حول عدد جراحي الدماغ والأعصاب في بلدان جنوب الصحراء، التي أدلت بأرقام مقلقة وبينت أن عددا كبيرا من البلدان لا يتجاوز فيها عدد جراحي الدماغ والأعصاب جراح واحد لملايين من السكان. تم توقيع اتفاقية بين هذه الفيدرالية العالمية (WFNS) وجامعة محمد الخامس لإرساء برنامج تكوين شامل وكامل لفائدة أطباء أفارقة. وفي سنة 2002 تم تعيين قسم جراحة الدماغ والأعصاب من قبل الفيديرالية لتحتضن هذا البرنامج الذي يُديره البروفيسور عبد السلام الخمليشي. وبعد ذلك، استفاد هذا البرنامج من الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس التي أعطت الانطلاقة لدعم السلطات الحكومية عي مجال الصحة. كما أعطى الملك محمد السادس تعليماته للنهوض بجراحة الدماغ والأعصاب المغربية من خلال تشييد المركز الوطني للترويض والعلوم العصبية بالرباط التي يحتوي على جميع التكنولوجيات الحديثة المتعلقة بهذا التخصص.

إن هذا المركز يحتوي على جهاز Gamma Knife Perfexion، إذ يعتبر المغرب أول بلد إفريقي حصل على هذا الجهاز عام 2008. فعلى غرار جهاز الأشعة بالرنين المغناطسي، الذي كان المغرب أيضا أول بلد افريقي يحصل عليه عام 1992، شكلت إنجازات البروفسور عبد السلام الخمليشي قاعدة غيرت مسار تخصص جراحة الدماغ والأعصاب، على مستوى التكوين وكذا على المستوى الطبي لفائدة المرضى المغاربة، وكما جاء في كلمة أحد المتدخلين في هذا اللقاء: “البروفسور عبد السلام الخمليشي وجد طريقا غير معبد، فجعل منه طريقا سيارا يسّرت مسار كل واحد منا من أطباء جراحة الدماغ والأعصاب”.

عرف هذا البرنامج نجاحا كبيرا، وأصبح نموذجا للتعاون جنوب -جنوب في مجال الصحة، إذ ارتفع عدد المتخصصين في أمراض الجهاز العصبي في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء من 79 جراح عام 1998 إلى 615 جراح عام 2016.

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى