أكاديمية الفنون بإيطاليا تفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للبيضاء
للمرة الثانية على التوالي تفوز فرقة أكاديمية الفنون بإيطاليا بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، وقد نالت هذه الفرقة جائزتها الكبرى خلال الدورة 31 من المهرجان المقام بمسارح الدار البيضاء من 2 إلى 7 يوليوز 2019 بشعار: المسرح والتغيير، لعدة اعتبارات فنية وتيماتيكية وتقنية وفق معايير لجنة التحكيم ورؤية وإستراتيجية اللجنة المنظمة التي تقترح لكل دورة شعارا محوريا وتتواصل به مع الفرقة الجامعية الراغبة في المشاركة من المغرب وعبر العالم ويتم اختيار العروض المسرحية المبرمجةللمهرجان وفق لجنة علمية انتقائية أولية لها تقييمها هي الأخرى ليصل المقترح بين لجنة تحكيم تباشر عملها بشكل ميداني وحي ضمن فعاليات المهرجان.
خلال أربعة أيام من العروض المسرحية بمعدل ثلاث عروض مسرحية في اليوم، شاهدت لجنة التحكيم 12 عرضا مسرحيا، حيث أدخلتها إلى خانة المقاييس والمعايير التي اعتمدتها في التقييم، وكانت النتائج في مستوى الرهان والتطلع تكاملا مع نبض وإيقاع ومستويات العروض المسرحية، من تم نالت بالإجماع فرقة أكاديمية المسرح بروما الجائزة الكبرى، وللإشارة ففرقة أكاديمية المسرح بروما صوفيا أموندوليا تابعة لأكاديمية المسرح في روما، يديرها ويعتبر المؤلف والمخرج في معظم أعمالها، المبدع الأستاذ فابيو أموديو.
تلامس المسرحية موضوعا تقليديا يكاد أن يكون بسيطا، وهو كالتالي: يقوم رجل وامرأة بجولة في بحيرة بقاربهما الصغير.يسقطافي الماء، فيجدا نفسيهما في مكان سريالي. تتحول القصة من قصة حب إلى قصة موت، وذلك عبر تسع نساء يحضرن بمظهر متطابق يتطلعن من خلال إعادة المشاهد وتذكر ما حدث بالفعل حيث يجبرن على العيش في الظل باستمرار في إطار نهاية الوظائف البيولوجية، ونهاية نسق منظم وظيفيا، وبالتالي، نهاية فترة زمنية منظمة ومنتظمة، إنها حكاية خيالية تمزج بين الظلال، والكوريغرافيا ولغات الجسد وخطابات وبلاغات الأضواء في عالم الحلم الذي حكي عن الموت.
كان البطل في هذه الحكاية الممثل الذي تحول إلى إيقونة معبربحسه بخلجاته بتنفسه بإيقاعه بتفاصيل جسده بل برعشة الجسد، إلى جانب توظيف تقنية مسرحية قديمة “خيال الظل” الذي بعث في هذه المسرحية بشكل جديد وبتصور مجدد بل بغيير يواكب تاريخ المسرح..فعلا إنه عمل مسرحي متكامل وظف جل إمكانيات الخشبة والممثل والرؤية والتواصل مع المتلقي الذي شده قرابة 55 دقيقة وكأنها لحظة حلم كنا كلنا مشاركين فيه ومدمجين في تلاوينه..عرض مسرحي كان مترجما حقيقيا لشعار المهرجان “المسرح والتغيير” أي تغيير المعتاد إلى تطور وتغيير الرؤية إلى تحول وتغيير المسلمات والتقليدانيةإلى حداثة وعصرنة وتغيير الإيقاع إلى نبض مشترك.
وفق هذه المعطيات استحق العرض المسرحي الإيطالي “وهم” ILLUSION حقيقة النتيجة التي نوه بها الجميع مشاركين ومتتبعين وحضور نوعي منذ اختتام فعاليات العروض المسرحية المهرجانية في يومه الأخير السبت 6 يوليوز 2019 إلى لحظة إعلان النتائج، مساء يوم الأحد 7 يوليوز 2019 بالمركب الثقافي مولاي رشيد.
كانت تقييم لجنة التحكيم معياريا وتطلعيا، إذ نادت اللجنة إلى ضرورة إعادة صياغة منهجية التنافس والفوز، لكي تمهد لانعطاف قادم وذلك بتقديم قائمة من التنويهات للطاقات البارزة، وهنا تم التنويه بأربعة فرق هي كالتالي: كوريا الجنوبية عن عرضها المسرحي “تذكر”، المغرب عن عرضه المسرحي الأرض المجهولة،لفرقة كلية العلوم فاس، الصين عن عرضها المسرحي الأفعى البيضاء، أوكرانيا عن عرضها المسرحي مغيم.
أسندت لجنة التحكيم جائزتها لمسرحية “سفر” لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، وجائزة الإخراج لـ”الأرض المجهولة”كلية العلوم فاس، وجائزة أحسن ممثلة لسناء الشتوي عن مسرحية “تذكر” من كلية العلوم بنمسيك، وجائزة أحسن ممثل لكواكو فليب أرنو الذي أدى دورا في مسرحية سيناريو العمل المعهد الوطني العالي للفنون والعمل الثقافي، ساحل العاج، وبطبيعة الحالة الجائزة الكبرى لفرقة أكاديمية المسرح بروما، عن عملها المسرحي” وهم “التي يتوافق طرحها مع قضية وإشكالية هذه الدورة “المسرح والتغيير”.
أشارت لجنة التحكيم في تقييمها أنها تابعت كل العروض المسرحية المشاركة وتدارست جميع نقاط قوتها وضعفها، ولاحظت مايلي: توفر النية الصادقة والالتزام والمجهود الجماعي في مختلف الأعمال، ولكن بخصوص بعض الفرق لاحظت اللجنة أنها سقطت في النمطية والسطحية؛ عانت من الاستسهال في صناعة العرض وفي تأهيل عناصره البشرية بحيث يتعرض المؤدي والمتلقي لإرباكات فكرية وفنية، نتيجة ضعف الوعي بالدور المجتمعي للمسرح، وضعف الاعتناء بالمستوى الجمالي، مع غياب تفعيل آليات البحث والاختيار في تحقيق عناصر العمل الفنية، وكذلك غياب الرؤية الفكرية والمعرفية الواضحة في منظومة العمل ..
من تم صرحت لجنة التحكيم المكونة: من إسابيل فلوريس، المكسيك، رئيسا، والأعضاء: عبد القادر سبيل، المغرب، عبدالاي ديالو، غينيا، تشيريم، كوريا الجنوبية، في توصياتها، إلى مايلي: ضرورة تعزيز العمل الجماعي في المسرح الجامعي وعدم الاتجاه للنزعة الفردية، تم العمل على نبذ النمطية والسطحية والاستسهال في صناعة العرض المسرحي، مع الاستعانة بالمسرحيين المختصين للإشراف والتوجيه في الأنشطة المسرحية وتوسيع المجال للاختبار والبحث والتجديد وتشجيع المبادرات الخلاقة تم ضرورة إدراك المؤسسات الجامعية والأكاديمية لأهمية دور المسرح في المجتمع الآن والهنا، في إطار تفعيل مقوما البحث والنقد والتفكير المنهجي لإنتاج الوعي والمعرفة.
بمناسبة حفل اختتام المهرجان واستشرافا المستقبل وبعد تقيم أولي ونقاش للجنة المنظمة مع استحضار مكتسبات المهرجان وإنجازاته واكراهاته وتحدياته، أعلن ذ. عبد القادر كنكاي رئيس المهرجان عميد كلية الآداب بنمسيك الدار البيضاء، عن الإستراتيجيةالمستقبلية للدورة 32 لسنة 2020 من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، التي اختارت له محورا تكامليا مع ما بعد الصمت والحركة والتفاعل والتغيير، “حلم DREAM” لاعتبار الحلم دافعا أساسيا في الإبداع الفني، وإحساس أساسي للخلق والإبداع، خاصة بالنسبة للشباب الذين يمثلون العموم الفقري للمهرجان. وتكاملا مع الإستراتيجية الوطنية والديبلوماسية الثقافي الموازية التي تستحضر في مشاريعها العمق الإفريقي، تم الإعلان عن ضيف شرف الدورة المقبلة الممثلة لقارة إفريقيا، دولة غينيا.