صوت وصورة

محمد حيتوم: تمركز الثروة بمرافقة المزيد من تعميق الفوارق الاجتماعية

الدورة التكوينية التي تنظمها الجامعة الوطنية​ لعمال السكك الحديدية.
في مداخلة محمد حيتوم رئيس الجامعة الوطنية لعمال السكك الحديدية خلال اليوم الثاني من الدورة التكوينية التي تنظمها الجامعة الوطنية لعمال السكك الحديدية التابعة للاتحاد المغربي للشغل أيام 18 / 19أبريل 2019 بمراكش، أثار سؤالا هاما يحضى براهنية واضحة، ألا وهو: أي دور لنقابة المستقبل؟، وبعد توضيحه لسياق طرح هذا السؤال لما يعتمل داخل المجتمع من مزيد من الاهتمام بالشأن الاجتماعي، لكن بشكل واعي أو غير واعي التساؤل عن دور الوساطة الاجتماعية، تطرق المتدخل في عرضه إلى ما أسماه جدور المشكل والتي أشار بصددها أنها ليست وليدة اللحظة، ولكنها من المظاهر الأخيرة للمجتمع ما بعد الصناعي، والذي أصبحت تحتل فيه المعرفة حيزا هاما على حساب باقي مكونات إنتاج الثروة، حيث أصبحنا نعيش زمن مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة.
ومن أهم خصائص اقتصاد المعرفة.
1)​ ​ ​ أن المعرفة، بالرغم من أنها أصبحت “متاعا” تخضع لمنطق السوق، إلا أنها تختلف عن البضاعة المادية، فهذه الأخيرة تنتهي بمجرد استهلاكها، لكن الأولى، تزداد مناعة وانتشارا كل ما زاد استهلاكها. (ولهذا أصبحنا نعيش زمن السرعة).
2)​ ​ ​ المعروف اقتصاديا أن حق الملكية مقدس بالنسبة للرأسمال، وإن كانت “البضاعة المادية” قد احترمت إلى حد ما ذلك، فإن المعرفة قد نجحت في ربط حق الملكية بحق الولوج ((le droit à l’accès وبالنتيجة، أصبحنا أمام:
​ – تصاعد القطاع الخدماتي على حساب القطاع الصناعي، وأمام الشركة الأخطبوط أمام شركات التمركز الصناعي والمنجمي، رهينة الرأسمال المالي على حساب الرأسمال والسيادة الوطنية.
– بالرغم من تزايد الثروات وتقدم عدد من أشكال التنمية (سواء في الدول المتقدمة أو الدول الطافحة) لم يحد ذلك من البطالة والفقر والهشاشة.
3) تمركز الثروة بمرافقة المزيد من تعميق الفوارق الاجتماعية سواء داخل المجتمع نفسه، أو بين مختلف المجتمعات.
وواصل المتدخل بعد بسطه لهذه الجدور، السؤال المحوري الذي أثاره في البداية ليقول أنه بصدد الاشتغال على الموضوع، هو ورفاقه في الاتحاد المغربي للشغل، ويقدمون مساهمتهم التي يجب أن يشارك فيها كل الفاعلين بما فيهم كفاءات البحث العلمي، وأنه في مساهمته اليوم، يريد أن يؤكد أن النقابة التي برزت كضرورة تاريخية لا يمكن أن ينتهي دورها، ولذا وجب مقاربة الأجوبة على السؤال المذكور ضمن ما يمكن تسميته “جدلية الثابت والمتحول” وذلك بتعزيز وصيانة ما هو تابت من مبادئ وأهداف ولكن في نفس الوقت تحديث وتحيين ما هو متغير من آليات الاشتغال إلى أشكال التنظيم، إلى طرق التواصل …..إلخ.
​ وبالتالي تكون النقابة دون أن تفقد هويتها، قد انخرطت في عصرها وانفتحت على المستقبل، إلا أن صيرورة ((processus هذا التحديث لا يمكن أن يحدث بعصا سحرية (أو “كن فيكن”) ولكنه عملية تتطلب انخراطا فعليا وجهدا لكل من يتوخى خدمة الرسالة النبيلة للعمل النقابي.
وبعد ذلك فتح باب المناقشة وقد تفاعلت القاعة التي كانت تضم حوالي 60 شاب وشابة من السككيين مع هذه المداخلة.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى