مقتل خاشقجي.. دول ومنظمات تبدي عدم الاقتناع بالرواية السعودية
اعترفت السلطات السعودية، في أول ساعات اليوم السبت، بمقتل الصحافي جمال خاشقجي، داخل قنصليتها في إسطنبول، بعد أسابيع من الإنكار والضغط الدولي.
وقال التلفزيون السعودي إن خاشقجي لقي مصرعه في "شجار بالأيدي"، دون أن يَذكر معلومات بشأن مصير جثته ومكانها.
وتناولت عدد من الردود الدولية رواية مملكة آل سعود لإعلان مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بتركيا؛ بمواقف تراوحت بين القلق وعدم الاقتناع ومطالبة أنقرة بمتابعة التحقيق.
حيث قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها "لا تقبل تفسير السعودية بشأن مقتل خاشقجي"، وطالبت الرياض في كلمة لها خلال مؤتمر لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، "بتقديم المزيد من التفسيرات حول ما حصل مع خاشقجي"، معتبرة على أن "الحريات في خطر في جميع أنحاء العالم" والأحداث المروّعة التي أحاطت بقضية خاشقجي تؤكد ذلك، وفق تعبيرها.
وقدمت بريطانيا في بيان لوزارة خرجيتها تعازي المملكة المتحدة لأسرة جمال خاشقجي بعد هذا التأكيد "لوفاته"، وقال وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هانت، إن قتل الصحافي السعودي "عمل مروّع يجب محاسبة جميع المسؤولين عنه"، معلناً أن بريطانيا تبحث "الخطوات المقبلة".
أما وزيرة الخارجية الأسترالية، ماريس بين، ووزير التجارة، سايمون برمنجهام، قالا في بيان مشترك إن "أستراليا تراجعت عن المشاركة في قمة استثمارية في السعودية احتجاجاً على مقتل خاشقجي"، وشدد الوزيران على أن "التمثيل الأسترالي الرسمي في مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض لم يعد مناسباً"، في ضوء هذه المعلومات الجديدة.
ومن جهة أخرى رأى رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، أن الأمر يتطلب مزيداً من التحقيقات، قائلاً إنه"ما زال الكثير غامضاً… ماذا حدث؟ كيف مات؟ من المسؤول؟"، آملاً أن تتضح كل الحقائق المتعلقة بالأمر في أسرع وقت ممكن.
وبدورها طالبت منظمة العفو الدولية السعودية "بالإفصاح الفوري عن مكان جثة خاشقجي لإتاحة الفرصة أمام خبراء مستقلين من الطب الشرعي لتشريح الجثة وفقاً للمعايير الدولية"، وأكدت في بيان لها أن "إجراء تحقيق مستقل في مقتل خاشقجي هو أمر ملحّ للغاية لأن نتائج تحقيق السعودية تفتقد إلى المصداقية".
كما رأت المنظمة أن "التفسير السعودي لوفاة خاشقجي يبدو تستراً على عملية اغتيال مروعة".
وحذر كريستوف دولوار، الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، من إجراء أي "مساومة" مع السعودية في قضية قتل الصحافي جمال خاشقجي لأن ذلك سيعطيها "ترخيصاً بالقتل".
وغرد دولوار عبرَ حسابه في تويتر أنه "بعد الإقرار بمقتل" خاشقجي، فإن منظمة مراسلون بلا حدود "تنتظر الإبقاء على ضغط حازم ومتواصل وقوي على السعودية، حتى جلاء الحقيقة كاملة بشأن القضية والتوصل إلى إطلاق سراح صحافيين سعوديين حكم عليهم بعقوبات مروعة ومنافية للمنطق".
وشككت منظمة العفو الدولية في "نزاهة" التحقيق السعودي، بشأن مقتل الصحافي جمال خاشقجي، بعد ساعات من إعلان الرياض عن نتائجه.
وقالت راوية راجح، مسؤولة المنظمة عن التحقيق بجرائم الحرب وحقوق الإنسان، في تغريدة عبر "تويتر"، إن "حيادية" أي تحقيق للسلطات السعودية بمقتل خاشقجي "تظل موضع شك وتساؤل"، مؤكدة أن العفو الدولية بجانب منظمات أخرى طالبت بضرورة تحقيق محايد ومستقل من قبل الأمم المتحدة وبطلب من تركيا.