صحافة

مبدعات شابات.. يدخلن لمسات فنية جميلة على الطرز المغربي

هن طالبات شابات اخترن إحياء فن الطرز الذي يعد واحدا من الفنون التي يزخر بها التراث المغربي، من خلال لمسات خاصة معاصرة زادت من رونق وجمالية هذا الارث النسيجي المتوارث عن الأجداد، وصالحت الجيل الجديد مع أصالة الماضي.
في هذا التقرير نتناول تجارب ثلاث شابات فرقتهن الجغرافيا ووحدهن فن الطرز، استطعن في ظرف وجيز أن يحصدن آلاف الإعجابات من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما دفعهن للمضي قدما في تنويع إبداعاتهن ورفع التحدي لخدمة وتطوير أعمالهن وترتيب مكان لها بين الفنون.
مريم برهون.. تطوان


ولجت طالبة الحقوق بجامعة سيدي محمد بن عبدالله بتازة عالم الإبداع منذ نعومة أظافرها عندما استهوتها متعة الألوان وقادتها إلى الورقة لتخط فيها ماجادت به يديها، فكان هذه بدايتها التي نمت مع مرور الوقت، فانتقلت إلى عالم ابداعي جديد وهو الماكياج الفني السينمائي الذي وجدت فيه متعة مختلفة، فتفننت في رسم الصور على الوجوه الإنسانية، قبل إن تجد ضالتها في الطرزالعصري، عبر الإبرة والخيط، لتحيك بهما رسومات متنوعة ومزركشة تمتع النظر.
تقول مريم برهوم "كنت أعشق الفن منذ صغري، وازداد شغفي به في السنة الثالثة من التعليم الإعدادي، حيث كنت أدرس مادة فنية مرتين بأسبوع وكانت من أفضل الحصص عندي، وفي آخر السنة اختارني الأستاذ للمشاركة في مسابقة جهوية للرسم، وشاركت بلوحة عن مدينة شفشاون ونلت الجائزة الأولى، فكانت حافزي الذي دفعني للمضي قدما في طريق الفن".
ولأنها فتاة تعشق الإبداع تعرفت برهوم على الماكياج الفني السينمائي فوجدت بداخلها متعة فنية للإبداع في هذا المجال، فطرق بابه وتفنن في صناعة بعض النماذج من باب الهواية وشاركت ذلك أصدقاءها على موقع الفايسبوك، فانهالت عليها الإعجابات والتشجيعات على عملها الفني.
العصامية الفنية لدى مريم لم تتوقف هنا، بل امتدت إلى عالم النسيج، ليستقر مخيالها الإبداعي عند الخيط والإبرة حيث وجدت ضالتها، فانطلقت في مجال الطرز الذي يعد أحد أهم أسس الصناعة التقليدية بالمغرب، تقول مريم برهوم "تعرفت على الطرز عبر الملابس والأفرشة وغيرها واعجبت به، فقررت أن أبدع فيه لكن بطريقة عصرية جديدة، وأصنع أشكالا مختلفة تصلح أن تتبث على لوحات حائطية أو على الحقائب وما إلى ذلك..". وتحرص مريم أن تكون لإبداعاتها رسالة موجهة إلى العموم، وذلك لتستطيع أن تجمع بين المتعة الفنية الذاتية ومتعة أن تكون لأعمالها غاية تفيد الناس.
كوثر مزوار.. وجدة


كوثر مزوار شابة من مدينة وجدة لم تتجاوز ربيعها الـ 24 حاصلة على الإجازة في البيولوجيا، وقعت في غرام الطرز عن طريق الصدفة، فبعد اتمامها الدراسة بنجاح وجدت نفسها تعيش حياة رتيبة واقعيا وفي دوامة افتراضية بين الفيسبوك والانستاغرام، لكن في خضم هذه السباحة في عوالم الافتراضي تابعت ابداعات في مجال الطرز حينها قررت أن تخوض التجربة، حينها بدأت علاقتها بالطرز.
تقول كوثر" بغيت نخرج شوية على الاشكال المألوفة قلت نخدم على الشخصيات الكرتونية لي كبرنا معها و مازال لحد الآن كنشوفوها .. المحاولة الأولى كانت كأي محاولة فتاة مبتدئة وماعارفة والو على المجال من بعد بديت نكتاشف طرق جديدة فالخدمة و أنمي الموهبة، ومقارنة مع البداية كانشوف راسي طورت من موهبتي حاليا".
الطرز بالنسبة لكوثر هو المتنفس، هو الوقت الذي تتخلص فيه من الإرهاق النفسي والجسدي والطاقة السلبية، ورغم أن ممارسة الطرز بالنسبة لها هواية فهي لاتخفي رغبتها في السعي لتطويرها، وذلك
بتشجيعات من والدتها ووالدها وأصديقائها.
فيروز بنقاسم.. سيدي افني


من مدينة سيدي إفني الجنوبية وقعت الشابة فيروز بنقاسم الحاصلة على الإجازة في علم الاجتماع، في غرام الطرز، وانطلقت تبدع بأناملها الأنثوية أشكالا مختلفة ورسومات كرتونية لاقت استحسانا من متابعيها على صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
بدأت فيروز في ممارسة الطرز سنة 2013، اشترت إبرة وخيط وبدأت تتعلم بعصامية محاولة أن تبدع فنا جديدا ، فطورت مع مرور السنوات هذه الحرفة النسيجية بشكل لافت ومميز.
تقول فيروز "الطرز بالنسبة لي هو متنفس وفن أحاول من خلاله ايصال أفكاري".

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى