ثقافة

إسدال الستار على الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لفروسية “ماطا”

إستدل الستار، الأحد 13 ماي 2018 بمدشر زنيد بجماعة أربعاء عياشة (إقليم العرائش)، على فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لفروسية "ماطا"، بفرجة فروسية تراثية فريدة.نالت إعجاب كل الحاضرين وزوار المهرجان وعشاق الفروسية.حيث فاز المتسابق احمد امشيش من فرقة السعيدي الفرجاني بلعبة ماطا لهده السنة.

وتميز الحفل الاختتامي لهذه التظاهرة التي عرفت نجاحا كبيرا، والمنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحت إشراف الجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي، بشراكة مع المهرجان الدولي للتنوع الثقافي لليونيسكو، تحت شعار "ماطا ثراث حضاري ،منوال للتنمية الاقتصادية"،بتنافس حوالي 220 فارسا يمثلون 22 فريقا من مختلف مداشر المنطقة للاستفراد بدمية خاصة "العروسة" وحملها إلى أبعد نقطة من فضاء المنافسة.

وتقوم قواعد المنافسة الرياضية التقليدية الشعبية "ماطا"، كتظاهرة تجمع بين الفرجة والتسلية تنفرد بها قبيلة بني عروس على الصعيد الوطني وترتبط بفترة الحصاد، على تصارع الفرسان، الممتطين لجياد غير مسرجة، من أجل الحصول على عروسة "ماطا" وما ترمز إليه من قيم العفة والتماسك العائلي.

ووفق قواعد يتم في بداية المنافسة اختيار ثلاث نساء لهن دراية بصنع دمية "ماطا" وتزيينها لتسلم لأحد شباب مدشر زنيد الذي يمتاز بالشجاعة والتجربة ومهارات فروسية خاصة وجواد قوي قادر على التحمل والجري في الأرض المنبسطة والتضاريس الوعرة، شريطة المحافظة عليها خلال المنافسة الرياضية، التي تجري في الهواء الطلق، ويسعى الفارس المختار إلى الحيلولة دون سقوط الدمية في يد منافسيه من المداشر المجاورة وفق العادة المتوارثة.

وتميزت التظاهرة الرياضية المتوجة للمهرجان، التي حضرها السيد عبد الهادي بركة نقيب الشرفاء العلميين لمولاي عبد السلام ،الذي يحرص وكعادته على إحياء التقاليد العريقة والمتجدرة لقبائل اجبالة، والحفاظ على التراث منهم الفروسية ماطا والتوابل الروحية، والسيدة نبيلة بركات كرئيسة الجمعية العلمية العروسية التي تساهم بدورها في إشعاع الموروث الوطني وإشعاعه دوليا ووطنيا
 كما حضر حفل الاختتام عدة شخصيات مدنية وعسكرية وممثلوا وسائل إعلام وكنية ودولية، وممثلو السلطات المحلية وجمهور عريض من ضيوف المهرجان، بمنافسة شديدة بين فرسان القبائل للظفر بالدمية وبالتالي إحراز اللقب الشرفي للمنافسة كلعبة روحية تحمل قيم التنافس الشريف والتضامن.

وقال مدير مهرجان "ماطا" نبيل بركة، في تصريح صحفي خص به وسائل الإعلام الحاضرة، إن الدورة أثارت إليها الأنظار هذه السنة بمشاركة نوعية خاصة من الفرسان وإتقانهم الكبير لهذه اللعبة الشعبية، التي تستقطب اهتمام المغاربة كما الأجانب، مشيرا إلى أن هواة الفروسية وعشاق الطبيعة والتراث التقليدي للمنطقة تمتعوا كثيرا بالعروض الثقافية والرياضية المقدمة، التي تروم، بالأساس، التعريف بالتراث الثقافي المتجذر في القدم، الذي تجسده فروسية "عروس ماطا"، وإحياء الموروث الحضاري المغربي الأصيل والحفاظ عليه وصيانته بما يمثله من قيم وطنية ومن تضامن اجتماعي، والمساهمة في الدينامية السياحية والثقافية والاجتماعية ودعم التنمية البشرية.

وأضاف مدير المهرجان أن دورة هذه السنة، التي انطلقت يوم الجمعة الماضي، عرفت حضور أزيد من 200 ألف شخص للتعرف عن قرب على التقاليد العريقة للمنطقة والاطلاع على مكنونات التراث المحلي، الذي يحمل أبعادا ثقافية وفنية وروحية.

واشتمل برنامج المهرجان، الذي شاركت فيه وفود تمثل الأقاليم الجنوبية للمملكة لتجسيد قيم الوحدة والروابط الثابتة بين شمال وجنوب الوطن، على سهرات فنية كبرى أحياها الفنان الشعبي ولد الحوات ومنير أزرو والحر  والثنائي حسن ومحسن وفنانون آخرون ونشطت فقراتها الاعلامية المتألقة زينب صابر صاحبة البرنامج الشهير تغريدة بالقناة الأولى ، كما عرف المهرجان أمسيات في فن السماع الصوفي والفولكلور الموسيقي المحلي، إضافة إلى ندوات علمية لامست قضايا ثقافية تعكس التنوع الثقافي والروافد الحضارية التي يزخر بها المغرب.

هدا وقد احتضن المهرجان عرضا خاصا للمنتوجات المجالية والصناعة التقليدية مثلت حوالي 50تعاونية وجمعية من مختلف مناطق المغرب، منها جهة طنجة تطوان والعيون بوجدور الساقية الحمراء وكلميم السمارة، ومنحت للمشاركين بالمناسبة شواهد تقديرية تكريما لهم على اجتهادهم وعطائهم المتواصل للحفاظ على المنتوجات الحرفية اليدوية المغربية.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى