20.000 امرأة مغربية مصابة بمرض الذئبة الحمراء
كشفت الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية (AMMAIS) أن حوالي 20.000 امرأة مغربية مصابة بمرض الذئبة الحمراء، الذي يعد من الامراض النادرة المستعصي علاجها، وأكدت الجمعية في بلاغ لها بمناسبة اليوم العالمي لهذا المرض، والذي توصلت أنباء 24 بنسخة منه ان هذا المرض يصيب غالباً النساء في فترة الشباب، وتزيد معاناتهم مع صعوبة التشخيص الذي عادة ما يكون متأخرا أو لم يثبت أبدًا بسبب ألأعراض الكثيرة جدًا للمرض والمختلفة من شخص لآخر. مضيفة أنه من المرجح أن يهاجم المرض جميع الأعضاء تقريبًا، مما يؤدي إلى عواقب تهدد الحياة ، خاصةً أثناء الحمل. لافتة إلى أنه حتى الآن لا يوجد علاج شافي للمرض.
ويتعتبر الذئبية الحمراء من أمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيها جهاز المناعة خطأ خلايا الجسم السليمة في أجزاء مختلفة من الجسم .بصيب المرض النساء بدرجة أولى بنسبة تسع أضعاف مقارنة بالرجال، و بالأخص الأشخاص ذوي الأصول الأفريقية أو الآسيوية اللذين يكونون أكثر عُرضة للمرض من ذوي الأصول الأوروبية. تتأثر نتيجة لهذا الخطأ أعضاء حيوية للغاية مثل الكليتين أو القلب و الجهاز العصبي.
مرض متعدد الأوجه
من أهم أعراض الذئبية الحمراء حساسية فائقة لأشعة الشمس،تخص 80℅ من المرضى و تظهر عبارة عن بقع جلدية حمراء كبيرة تاخد شكل فراشة تغطي الوجه والخدين وقصبة الأنف. يمكن أن يطال هدا الطفح أماكن أخرى للجسم المعرضة لأشعة الشمس مثل العنق و المنطقة العليا من الصدر و الذراعيين . و تعود تسمية المرض إلى هده العلامة الحمراء اللون التي تظهر على وجه المريض و تشبه قناع الكرنفال. هده العلامة في غاية الأهمية لان بفضلها ومع معايير تشخيصية أخرى يمكن أن نميز بين الذئبية الحمراء و أمراض مناعية جهازية أخرى تشبهها كالروماتيزم الرثياني و المتلازمة الجفافية.
من الأعراض الشائعة للمرض التي تخص ما يقارب 90℅ من المصابين، ألام في المفاصل يكون من نوع التهابي بحيث ان ذروته تكون في الليل مع تحسن نسبي أثناء النهار مرورا بفترة تيبس صباحي. من الممكن ان يكون هناك تورم و احمرار للمفاصل ، من الممكن كدالك أن يهم هدا الالتهاب جميع المفاصل لكن تهم الإصابة في الغالب المفاصل الصغيرة لليد و من خصائصه انه مبدئيا لا يخلف دمارا لها عكس الروماتيزم الرثياني .
وصف هدا المرض المزمن من أكثر من قرن من الزمن ويصيب 0.5 إلى 1 من كل 1600 نسمة . النساء ينلن نصيب الأسد من المرض بأكثر بكثير من الرجال، خصوصا ما بين سن العشرين و الثلاثين أي أثناء حقبة النشاط التناسلي. في 10 إلى 15℅ من الحالات يصيب المرض الأشخاص من دون سن السادسة عشر و يتسم هدا البدء المبكر بجدية الإصابة.
مرض مربك و لا بمكن التنبؤ به
تختلف أعراض المرض و حدته من شخص لأخر و يتطور المرض بشكل دوري مع فترات سكون و فترات نوبات يمكن أن تكون شديدة الخطورة، تصاحبها ارتفاع حرارة الجسم من دون ما وجود أي تعفن ميكروبي، مع نقص في الوزن و تعب شديد. أثناء هده النوبات يتساقط الشعر بكثرة . قد يؤثر المرض على وظيفة الكليتين تودي إلى فشل كلوي كامل . و قد يصاب المريض بضيق في الشريان التاجية وذبحة صدرية أو بالتهاب لأغشية القلب.إصابة الجهاز العصبي تدل على تطور خطير للمرض و تتجلى في تغيرات في السلوك و تشنجات عصبية، أو شلل في الأطراف. يمكن أن يحدث المرض التهابا جادا على مستوى العين.
من العلامات الاعتيادية للمرض جفاف العيون و الفم ،تقرحات في الفم، و تحول لون أصابع اليدين عند تعرضها للبرد من اللون الوردي المعتاد إلى اللون الأبيض أو الأزرق ، العلامة المعروفة بظاهرة رينود أو برودة الأطراف . الحوامل المصابات بمرض الذئبية قد يواجهن مشاكل إجهاض متكرر .و تشكل فترة الحمل خطورة على المصابة في غياب تكفل ملائم للمرض.
مرض غير قابل للشفاء لكن يمكن السيطرة عليه
لا يوجد علاج جدري للمرض ، بالرغم انه أصبحت إمكانية السيطرة عليه الآن كبيرة و تتوفر عدة علاجات تُهدئ من النشاط غير الطبيعي لعمل جهاز المناعة ، وبالتالي تخفف من تداعياته على الأعضاء الحيوية للجسم مثل الكلي. علاج المرض يبدأ عادة ببعض الأدوية المضادة للالتهاب ثم ينتقل المريض بعد ذلك للأدوية المتخصصة مثل الكورتيزون ومثبطات المناعة. عرفت الساحة الطبية في السنوات الأخيرة زيادة دواء جديد للمرض من عائلة الأدوية البيولوجية.