حملة شبابية ضد شهرة الأغبياء
شهدت الولايات المتحدة وكندا و أستراليا ودول الإتحاد الأوروبي موجة قوية ضد جريمة التشهير الإلكتروني عبر شراء لوحات تحذيرية مكتوب عليها
(Stop Making stupid people famous)
بمعنى توقفوا عن جعل الأغبياء مشاهير، للحد من نسبة ارتفاع شهرة الحمقى على مواقع التواصل الإجتماعي واستغلاله كمكسب ومتعة لمن هب ودب.
باتت المواقع الإلكترونية طريقا لشهرة من لانفع منه رغم أننا نعيش في مجتمع مليء بالمواهب و الطاقات الشابة، إلا أننا لا نعيرهم أي اهتمام رغم أنهم الأولى لصعود سلم النجاح و الإزدهار.
لم تظل فكرة الحملة مقتصرة على الدول الغربية فقط،بل ظهرت حتى في المغرب تحت شعار ‘ توقفوا عن جعل الحمقى مشاهير’ من طرف ست أشخاص بصفتهم يوتيوبر مغاربة (علي أبخان-عادل الشرقاوي- فاطمة الزهراء أفروك – مريم حسني- وفاء برداوز-أمين العوني).
بالرغم من اختلاف مسقط عيشهم إلا أن بعد المسافات لم يمنعهم من البدء وتطبيق فكرتهم على أرض الواقع، قصد المطالبة بالتغيير والرقي وإعطاء كل ذي حق حقه في مجتمع يرتكز على أناس ملوثي الفكر.
بعد المناقشة التي تمت بيني و بين عادل الشرقاوي عن مصدر الفكرة و المغزى منها أجابني بكل صدق و وضوح ” في الأول كانت إرادتنا هي جمع عدد معين من اليوتيوبر الشباب لتخصيص فريق نافع مغاير عن ما نراه اليوم من تقليد أعمى و المواضيع المتكررة على اليوتيوب بعد طلب من الصديقة فاطمة الزهراء أفروك القاطنة بمدينة أكادير،بهدف دعم بعضنا البعض وإنتاج عمل مشترك ويبعث الأمل في نفوس الغير، إلا أن الأمر تغير بعدما طرح أمين العوني فكرة الحملة في ليلة رأس السنة كي تكون أول مجموعة تجتمع لتقوم بمبادرة للتوعية بخطورة دعم المجانين و الأغبياء على الشهرة.
لعل السبب الرئيسي في شهرتهم هم نحن مستخدمي وسائل التواصل عندما نمنح قيمة لمن لا يستحق عبر نشر الفيديو على الفيسبوك،السناب،اليوتيوب…
فدعم الأغبياء عوض من لهم فضل علينا في حد ذاته جريمة ستؤثر بشكل سلبي على المشاهد خاصة القاصرين و الأطفال.
و كما قال علي أبخان “نسعى للحد من الترويج الفاسد وبيع الإبداع عوض تسليط الضوء عليهم، لست ضد أي شخص بل أستهدف أي شخص يصنع التفاهة و يساهم في زيادة نسبة شهرتها”.
وبالتالي يأتي وقت طرح العديد من الأسئلة:
لما يتم إعطاء قيمة كبرى لمن لايفيد ولا يغني؟
ما المغزى من تسليط الضوء للحاصلين على أكبر عدد من المشاهدة؟
لما يتم استخدامهم كأداة تسويق عبر استدعائهم على برامج تلفزيونية يستحقها من هو أجدر منهم؟
أين هو الضمير الإنساني ولما نساهم في تشويه صورة بلادنا عبر تشجيع أصحاب العقول الملوثة؟
لما لانعطي الأولوية لكل فنان أو شاعر أو مصور فوتوغرافي…مفعم بروح الذوق و الثقافة؟
ما هو مسير الجيل القادم و ما مدى بعدهم الفكري عند مشاهدة ما خلفه شخص فاسد؟
رغم الكثير من التساؤلات يظل الجواب واحد نحن شعب نحب التفاهة ،
و سيظل الحل بين يدي مستخدم الميديا إن أراد الحد منها عليه تتبع الخطوات التالية:
عدم تضييع الوقت في مشاهدة كل ما لاينفع.
تجنب الإدلاء برأيك عبر تعليق أوعبر الضغط على زر الإعجاب .
عدم نقل أو مشاركة الفيديو عبر إعطاء الفرصة لكل طاقة إيجابية ستعم علينا و على أطفالنا بالنفع.
و من المخططات المستقبلية للحملة أنها ستعرف مجرى أخر سيتم تطبيقها على الواقع عبر نشرها في المدارس وبين أحضان العائلات، لفتح المجال لكل طاقة إيجابية و الإرتقاء بين كراسي البرامج الإعلامية و دعم الإبداع عوض بيعه.