عبد الكبير سحنون .. معتقلو الجديدة أبرياء ونرجو أن يجد صوتنا منفذا إلى عقلاء الوطن
يستضيف موقع أنباء 24 في هذا الحوار الأستاذ عبد الكبير سحنون الكاتب العام للإتحاد الوطني لطلبة المغرب، وذلك لتسليط الضوء على الدخول الجامعي الجديد، ودور الاتحاد في الجامعة ومستقبل الجبهة الطلابية و قضية اعتقال طلبة الجديدة ، وقضايا طلابية أخرى تكتشفونها في هذا الحوار .
كيف كان الدخول الجامعي لهذا الموسم؟
الدخول الجامعي لهذا الموسم كاد أن يكون شبيها بالمواسم الأخيرة السابقة المتغير فيها هو عدد الطلاب الوافدين على الجامعة والذي يتزايد بشكل كبير سنة بعد أخرى والحمد لله، والثابت هو توالي الاخفاقات ومراكمة المشاكل البنيوية بدءا بالارتجالية في استقبال الطالب الجديد وتعقيد مساطر التسجيل في الكليات ذات الاستقطاب المفتوح، مرورا بضعف البنية التحتية وتأخر فتح الأحياء والمطاعم الجامعية وصرف المنحة وتأثير ذلك على الوضعية الاجتماعية للطالب. هذه المشاكل ومثيلاتها عديدة كانت متوقعة لكل من خبر إرادة وإدارة الجامعة المغربية لا جديد فيها الا حجمها الذي تجاوز الحدود مما جعل الجميع يدق ناقوس الخطر. لكن الاستثناء في هذا الموسم هو تدشين جولة جديدة من الحملة الأمنية المسعورة على الطلاب بدأت بوادرها في الامتحانات النهائية للموسم السابق في جامعة عبد المالك السعدي وتستمر مع بداية هذا الموسم في جامعة شعيب الدكالي جزاء للطلبة والمناضلين على مجهوداتهم …
كيف تقيمون الوضع في الجامعة المغربية عموما؟
الدخول الجامعي يعطي صورة أولية عن الجامعة المغربية عموما، ويؤسفني أن أقول أن الجامعة المغربية في حالة سيئة للغاية بل وتتعرض لواحدة من أشرس الهجمات المختصرة بين دفتي تدبير الفشل والقمع، من أجل استكمال مشروع تدميرها وإفراغها من رسالتها المؤثرة في الحياة المجتمعية، وهذا ما تأكده عدد من الإجراءات من قبيل تفويت مجموعة من مؤسسات التعليم العمومي للقطاع الخاص، توصية المجلس الأعلى للتربية والتكوين بإلغاء المجانية بالتعليمين الثانوي، اصرار الدولة في العودة الى الفرنكوفونية في التدريس الثانوي والجامعي… بالإضافة إلى عدد من مظاهر الفساد والافساد الممنهج وثقها الطلبة بالصوت والصورة في طنجة وتطوان، وبالموازاة ينكل بكل صوت حر يرفض هذا الواقع. وللأسف ما يزيد في هذا الوضع سوءا هو حالة التشرذم بين مختلف مكوناتها. لكن ورغم كل ذلك فإن الجامعة بطلابها ونضالاتها من داخل الإطار العتيد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب عصية على أي إضعاف ممنهج.
هل لازال الاتحاد الوطني لطلبة المغرب يتواجد في الجامعة المغربية و يؤطرالطلاب المغاربة؟
لقد انطلقت مسيرة إعادة هيكلة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب منذ بداية التسعينات والآن بفضل الله ومنه استطعنا هيكلة الاتحاد على المستوى الوطني بدءا بمكاتب التعاضديات ومجالس القاطنين التي يعاد انتخابها كل سنة مرورا بمكاتب الفروع ولجنة التنسيق الوطني وانتهاء بالكتابة العامة التي يعاد انتخابها كل سنتين بموازاة مع أشغال الملتقى الطلابي الوطني. بالاضافة إلى هذه القوة التنظيمية نفتخر في الاتحاد بمنضالينا على المستوى المحلي الذين يسجلون حضورا نضاليا يوميا في كل الجامعات منذ بداية الموسم توجيها وتأطيرا وخدمة للطلبة، رغم كل الظروف السفيهة الاجتماعية والبيداغوجية التي تحيط واقع اشتغالهم، تنضاف إليها التهديدات الأمنية التي يتعرضون لها من اعتقالات ومتابعات أمنية.
طفى على السطح مؤخرا ملف الجديدة، ما هو سياق الملف؟
مع بداية الموسم سطر طلبة الحي الجامعي بالجديدة ملفا مطلبيا عادلا ومشروعا وبسيطا على رأس أولوياته فتح مطعم الحي الجامعي ومطالب أخرى اجتماعية عادية يطالب بها الطلاب دائما وفي كل الجامعات، وبالضبط مساء يوم الخميس 19 أكتوبر أثناء وقفة احتجاجية فوجئ الطلبة بشخص غريب يلتقط صور للطلبة والطالبات، الشيء الذي أثار فضول الطلبة لمعرفة هويته، لكن هذا الشخص قابل استفسار الطلبة بمزيد من الاستفزاز ورفض الكشف عن هويته ومما قاله مستهزئا "أنا شفار"، على إثر هذا الحدث تم استدعاء رجال الأمن للقبض على هذا الشخص الغريب، هنا بدأت تنكشف أطوار اللعبة للإيقاع بالطلبة حيث حضر مسؤول الشؤون الطلابية يعين لرجال الأمن مجموعة من المناضلين ليتم اعتقالهم عوض ذلك الشخص الذي لم يكن إلا رجل أمن كلف بمهمة استفزاز الطلبة واستدراجهم للعنف لكن لما فشل في مهمته عادوا لمنطق " مالك مزغب" واعتقلوا عددا من الطلاب والطالبات، احتفظوا بعد ذلك بأربعة وتمت متابعتهم في حالة اعتقال، ولفقت لهم تهم لا أساس لها من الصحة من قبيل "احتجاز رجل أمن وإهانة موظف دولة…".
رواية الاحتجاز تناقلتها بعض وسائل الاعلام، كيف تردون على هذه الرواية؟
للأسف الاعلام المغربي لا يبذل مجهودا كبيرا للحصول على المعلومة الصحيحة والدقيقة، فبدل إرسال مراسلين للميدان واستقصاء الحادث للحصول على المعلومة من أكثر من مصدر ، يقتصرون على ما تعممه مديرية الأمن، فيصبح الأمن هو الخصم والحكم والإعلام.. ما حدث بالضبط ليس ما يروج له في بعض وسائل الإعلام والطلبة أبرياء من التهم الموجهة إليهم ووجب إطلاق سراحهم فورا، الطلبة هم من قاموا باستدعاء الأمن لما لامسوا غرابة في سلوك من يقدمونه الآن "ضحية" لكن للأسف اللعبة كانت محبوكة وتم اعتقال أربعة طلبة تم تعيينهم من طرف مسؤول الشؤون الطلابية وليس "الضحية" لا لشيء إلا لأنهم كانوا يأطرون نضالات الطلبة داخل الحي الجامعي.
كيف تنظرون للتهم الثقيلة التي يتابع بها الطلبة الأربع، وما هي قراءتكم لها؟
الحادث لم يكن معزولا مكانيا بين الطلبة من جهة ورجل أمن "مختطف ومحتجز هو الضحية" كما تروج مديرية الأمن، من جهة أخرى، بل كان أمام مرأى ومسمع المئات من الطلبة ووسط الساحة الجامعية، وتحت أعين الكاميرات المثبتة، وبالتالي يسهل كشف حقيقة الحادث بالأدلة لمن أراد ذلك، كذلك لم يكن حادثا معزولا زمانيا بل يأتي في سياق حملة أمنية موسعة على كل القوى الحية من الشعب المغربي، وما ملف معتقلي حراك الريف ومعتقلي دوار أولاد الشيخ ومعتقلي "انتفاضة العطش" بزاكورة عنا ببعيد، بل حتى في الجامعة سبق ملف الجديد ملف آخر بجامعة عبد المالك السعدي أعتقل فيها خمسة طلبة بوشايات كاذبة أخلي سبيلهم بعد تحرير المحاضر. وملف الجديدة بالنسبة لنا لا يخرج عن هذا السياق، خصوصا أن الدولة أصبحت عاجزة عن تحقيق تطلعات أبناءها، لذلك لم يبق في جعبة النظام الحاكم إلا العودة لأساليب العهد القديم وتلفيق التهم من أجل إسكات الأصوات الحرة الفاضحة لفشله وفساده.
ما هي خطواتكم المستقبلية في الاتحاد ، وهل من جبهة طلابية لمواجهة الأحداث التي باتت تعرفها الجامعات؟
نحن في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب لن ندخر جهدا في سبيل تحقيق مطالب الطلاب والنهوض بواقع الجامعة العمومية، ونخوض وسنخوض كل الأشكال السلمية المشروعة رفضا لعسكرة الجامعة ومن أجل حماية مناضلينا من الألاعيب المخزنية التي تحاك ضدهم. وفي هذا السياق أصدرنا بلاغا ندعو فيه كافة فروع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب إلى احتجاج وطني تضامني يوم غد 7 نونبر الذي يوافق المحاكمة الجائرة في حق طلبة الجديدة. ونرجو أن يجد صوتنا منفذا إلى عقلاء الوطن من أجل إطلاق سراح المعتقلين وتصحيح المسار بفتح الحوار مع المناضلين والاستجابة لمطالب الطلاب. كما ندعو كافة مكونات الجامعة وعلى رأسها مختلف المكونات الطلابية إلى رص الصفوف من أجل بناء ذات طلابية قادرة على مواجهة تحديات المرحلة ونؤسس لمرحلة جديدة تنطلق من تحرير العقل الطلابي وإرادته وتنشد النضال والإبداع والمسؤولية في إطار وحدة الصف الطلابي.
على ذكر الجبهة الطلابية، هل من خطوات عملية في اتجاه هذا الأمر؟
منذ أن أصدرنا نداء مكناس خلال الملتقى الطلابي الوطني 15 الذي ودعونا فيه الفصائل الطلابية إلى تجاوز الخلافات ورص الصف لامسنا بعض الاستعداد والتفاعل الإيجابي من طرف بعض المكونات الطلابية، والحمد لله هناك أجواء جديدة بين مناضلي الفصائل وهناك إقرار جماعي على ضرورة الوحدة لم تصل بعد إلى حد تفعيلها عمليا، لكن هناك تواصل بين بعض المكونات ونأمل أن يمتد أكثر ونحقق المرجو في القريب إن شاء الله عز وجل.
كلمة أخيرة.
أقول لمن يرجو خيرا في قمع الأصوات الحرة ومحاصرة الجامعة أمنيا، لكم في التاريخ عبرة؛ في الحظر العملي على الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بداية الثمانينات، في الدورية الثلاثية أواخر التسعينات، الأحرار لا ينقرضون ولا يستسلمون، كل ما يريدونه؛ حقوقهم المشروعة في جامعة عمومية رائدة، وعيش كريم. أعطوا لكل ذي حق حقه، وأطلقوا سراح المعتقلين واحفظوا الجامعة والبلد من المكر السيء. وإلا فلا يحيق المكر السيء إلا بأهله.
وفي الأخير أشكر موقعكم على هذا الاهتمام بقضايا الجامعة. وأتمنى لكم مسيرة إعلامية موفقة.