قوات الأمن تقتحم كلية الحقوق والاقتصاد بطنجة وتعتقل 17 طالبا
تدخلت قوات الأمن صبيحة اليوم، الإثنين 17 يوليوز، لفض احتجاج وسط الحرم الجامعي لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة؛ حيث يقاطع طلابها امتحانات الدورة الاستدراكية احتجاحا على النقط، ومشاكل بيداغوجية وأخرى إدارية، منذ نهاية الشهر الماضي.
ويأتي هذا الشكل النضالي بعد عدة اعتصامات ليلية قوبلت بتدخل السلطات المحلية إما لفضها وإما محاولة إرغام الطلاب على اجتياز امتحانات الاستدراكية، وفي تصريح لموقع (أنباء24) قالت الناشطة الطلابية دعاء العلوفي موضحة "بعدما طفح الكيل في الفساد الذي تعرفه الكلية، خرج طلبة الاقتصاد منذ أسبوعين معلنين عن احتجاجهم على الأوضاع المزرية التي يعيشونها داخل الكلية بملف مطلبي واضح، سطرته الجماهير الطلابية وكان ذلك بعدما تم الإعلان عن نقط الدورة العادية، هذا ما زاد الاستياء الكبير في صفوف الطلاب و خرجوا على إثر ذلك للاحتجاج"
وأما بخصوص توصل عدد من الطلاب، صبيحة يوم الجمعة، باستدعاءات مكتوبة للمثول أمام الفرقة الجنائية بمصلحة الشرطة القضائية، لولاية أمن طنجة، فقالت القيادية في أوطم أن إدارة الكلية "قدمت شكاية كاذبة ضد الطلاب على إثرها توصل مجموعة منهم باستدعاءات من مديرية الأمن، وكذلك قامت بنسف الحوار مع الطلبة وانسحبت منه مع رفضها للتوقيع على المطالب المتفق عليها" مضيفة "لقد عمدت الإدارة، في تعاملها مع الطلاب، بأول المطاف إلى استعانتها بالقوى المخزنية قبل فتح باب الحوار في وجههم ولا زالت لحد اليوم تنهج هذا النهج اللئيم و تدفع الكلية إلى المجهول"
وعن أحداث اليوم فقد أسفر "تدخل القمع في انتهاك سافر لحرمة الجامعة" عن اعتقال "خيرة المناضلين وصل عددهم إلى 17 معتقلا لحد الساعة، وتم الاعتداء عليهم داخل سيارة الامن أمام أعين العامة قبل أخذهم إلى مخفر الشرطة" قالت العلوفي.
كما أدانت كاتبة فرع أوطم بجامعة عبد المالك السعدي هذا التدخل؛ مستنكرة "تصرف العمادة حيال هذا الوضع وطلبها الاقتحام للحرم الجامعي وإغلاقها باب الحوار الجاد والبناء في وجه الطلبة السلميين" واسترسلت قائلة "نطالب بإطلاق سراح كافة المعتقلين إثر هذه الأحداث، كما ندعوا جميع الطلاب إلى الوقوف و الصمود وقفة رجل واحد لإظهار الحق و إعادته لأصحابه و فضح سياسة المخزن القمعية"..
وكشفت مصادر طلابية للموقع، أن احتجاجات طلاب كلية الاقتصاد جاءت في إطار مناداتهم بوضع معايير موضوعية للتنقيط، إذ يشتكون من تبخيس مجهودهم ومنحهم نقط هزيلة إلى متوسطة؛ حيث "أصبح من الصعب على الطالب أن يجتاز وحدة من الوحدات الدراسية بنجاح" مبرزين أن النقط المتدنية تحول دون تحقيق طموحاتهم في اجتياز مباريات الولوج إلى المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، وتحبط عزيمتهم نحو التفوق العلمي.
وتجدر الإشارة إلى أن مقاطعتهم لامتحانات الدورة الاستدراكية تعود إلى إعلان الإدارة عن برنامج الدورة في وقت غير مناسب للطلبة، فضلا عن الفساد الأخلاقي المتمثل في إعطاء النقط مقابل المال أو مقابل اللعب بكرامة الطالبات وشرفهن وفق ذات المصادر، كما يشتكي الطلاب من ابتزازات يتعرضون لها من طرف بعض الأساتذة، وتتمثل في إجبارهم على شراء مطبوعات وكتب.