أكثر من مليون جزائري مدمنون على السجون
“سيدي القاضي الجو بارد ولم أجد مأوى..فهل يعقل أن أنام على الرصيف ونحن في الشتاء؟!” بهذا المدخل حاولت جريدة الشروق الجزائرية تسليط الضوء على ظاهرة العود التي تعرفه السجون الجزائرية.
هي طريقة جديدة تنافس إليها مئات الشباب، المسبوقين قضائيا وغير المسبوقين، وتفاقمت في ظل الأزمة وسياسة التقشف لتمتد حتى لفضاء التواصل الاجتماعي، هذا المجال الجديد بات هو أيضا يستقطب إليه الساخطون من الحياة الاجتماعية.. بل من الحياة خارج السجن!. وطريقة استفزاز عمدي للهيئات النظامية أو للبحث عن جريمة تدخلهم غياهب السجون.
وبحسب رئيس الهيئة المدنية لإدماج ذوي السوابق العدلية، فأن العود إلى السجون، بات أمرا عاديا عند الكثير من المسبوقين قضائيا في الجزائر خاصة بعد الإصلاحات التي عرفتها المؤسسات العقابية ضمن رزنامة جديدة لقانون 2005، وتدني المعيشة وتزايد المشاكل الأسرية، وارتفاع نسبة البطالة، حيث قال إن جزائريين دخلوا السجن 40 مرة وأعمارهم لا تتجاوز 42سنة، وهم في الكثير من الأحيان تعمدوا ذلك.
وهناك 60 من المائة من المسبوقين قضائيا في الجزائر، حدث لهم نوع من التنميط والنمذجة لجو السجون.
كما ان المراهقين الذين يبقون في السجن من شهر على 3 أشهر يمارسون بعد الخروج سلوكيات ابتزازية تستدعي توقيفهم من طرف رجال الدرك والشرطة، ولاحظ يضيف أن هذه السلوكيات الابتزازية ذكية وفيها نوع من فنية حيث يعرف مسبقا صاحبها ما هي المدة التي سيقضيها في السجن.
وهناك شباب تتراوح أعمارهم بين 30 و41 سنة عادوا للسجن أكثر من 17 مرة، وهم يعيشون واقعا معيشيا مأساويا، ولم يتمكنوا من التكيف والاندماج في الواقع الاجتماعي.