بن عربية.. الانتخابات المقبلة امتحان للدولة لتحقيق النزاهة والحياد
استمرارا في اللقاءات الحوارية، التي نظمها موقع أنباء 24 مع عدد من السياسيين والفاعلين،بمناسبة انتخابات السابع من أكتوبر، يستضيف الموقع الأستاذ محمد بن عربية عضو المجلس الوطني للحزب الاستقلال و كاتب فرع الفداء لنناقش معه عددا من القضايا المرتبطة بالاستحقاق الانتخابي المقبل .
ما هي السياقات التي تجري فيها الانتخابات؟
تجري انتخابات السابع من أكتوبر في ظل سياق سياسي يتسم بعدم القدرة على التكهن لمن ستؤول إليه الأغلبية وهو نفس التوجس الذي يطبع الانتخابات بالمغرب عموما، إلا أن هذه المحطة تعتبر امتحانا للدولة في تحقيق النزاهة والحياد، كما أن المسؤولية ملقاة على الأحزاب من أجل إعادة الثقة للكتلة الناخبة وللمواطن.. هذه التحديات وأخرى تضعنا أمام سؤال كبير هل دخلنا فعلا عالم الديمقراطية آم أننا ما زلنا نتهجى الأفكار والآليات تجريبا فقط ، كما أن هده الانتخابات ستضع خيار الجهوية الموسعة تحت المجهر.
تعرف الانتخابات بكونها آلية للتداول على السلطة، هل ينطبق هذا الأمر عن المغرب؟
الحديث عن التداول السياسي في تدبير الشأن المغربي غير ذي جدوى، لان نمط الاقتراع بالمغرب لا يضمن تداولا سياسيا حقيقيا من الصناديق بقدر ما يخلق كيانات سياسية لا تجمع بينها المبادئ ولا البرامج والدليل على ذلك ما يجمع حزب العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية ، إنه منطق التحالفات فقط.
تجري الانتخابات في ظل دستور يصفه البعض بكونه دستور ممنوح ومفروض. هل هذا الامر صحيح؟
ليس مقبولا القول بان دستور 2011 ممنوحا أو مفروضا، لأنه يعتبر تجربة مغربية فريدة، كما يعتبر من الدساتير المرنة، لأن آلياته تتوافق مع شروط التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الداخلية والخارجية، فهذه المرونة تخرجه من نفق القول بأنه ممنوحا أو مفروضا لأنه يتضمن كل الأدوات لفصل السلط وضمان الحقوق الكونية للإنسان .
كيف تتوقع مشاركة الناخبين في الانتخابات المقبلة، في ظل سخط عارم على الحكومة الحالية؟
كل مغربي عليه أن يشارك بكثافة، وأن يعتبر صوته حق لا يقبل منطق العرض والطلب لأن العزوف سيفتح الباب واسعا أمام الفساد المالي والمعنوي، على كل مواطن أن يكون صوته أمانة، فحلمي أن أرى الأسر أفرادا تحج إلى مراكز التصويت لتضع ثقتها في البرنامج لا الأفراد، فالفرد يموت ويبقى البرنامج تاريخا يشهد على منفذيه .
كيف تنظر لدعوات المقاطعة من طرف العدل والإحسان والنهج؟
جلالة الملك كان واضحا في خطابه الأخير، كونه ملك جميع المغاربة حتى الذين يدعوون إلى مقاطعة الانتخابات، إذا كان ذلك يدخل ضمن الجدلية السياسية بمفهومها السياسي أما إذا كانت دعوات مجانية مزاجية فان ذلك يفوت علينا فصل الربيع المغربي .
كيف تقيم أداء الحكومة الحالية التي تقودها العدالة والتنمية انطلاقا من تدبيرها لعدد من الملفات والقضايا؟
إذا ما قمنا بإحصاء الوقفات الاحتجاجية والمسيرات القطاعية الوطنية والمحلية ودرجة سخط الطبقة الصامتة، و تردي التعليم والسكن و الصحة، وارتفاع تكاليف العيش في ظل إجراءات مالية مست جيبه ومستقبله، سنكتشف جميعا أن الأداء لم يكن في مستوى تطلعات الشعب المغربي .
توقعاتك فيما يخص نتائج انتخابات 7 أكتوبر؟.
في ظل التقليص من العتبة إلى 3 ، سيكون من الصعب التكهن بالنتائج، لأنه حتما لن تكون هناك أغلبية، بل سيحتاج الحزب الفائز للبحث عن تحالفات حزبية .