رحاب.. النضال من داخل المؤسسات ضرورة وطنية والمقاطعة لا تخدم سوى الفساد
استمرارا في الحوارات التي ينظمها موقع أنباء 24 بمناسبة الانتخابات البرلمانية المقبلة، مع عدد من الفاعلين السياسيين، يستضيف الموقع في هذا الحوار الأستاذة حنان رحاب عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، لبسط رؤيتها حول سياق ومستجدات الانتخابات المقبلة .
ما هي السياقات التي تجري فيها الانتخابات؟
تجري هذه الانتخابات بعد خمس سنوات من دستور 2011 الذي جاء نتيجة للحراك الشبابي الذي عرفه المغرب، ونتيجة كذلك لتجاوب المؤسسات الملكية مع مطالب الشباب والأحزاب الوطنية، وهو ما يجعلنا اليوم نتساءل عما قدمته الحكومة التي أعقبت هذا الدستور من أجل تفعليه على أرض الواقع.
الأكيد أن هذه الحكومة التي جاءت بعد دستور منح رئيسها صلاحيات غير مسبوقة لم تكن في مستوى الحدث، وفي مستوى تطلعات الفئات الشعبية، خاصة بعدما تم الالتفاف على روح الدستور من خلال عدد من القوانين كالقانون التنظيمي للتعيين في المناصب العليا، وعدم تفعيل الفصل 19 من الدستور الذي ينص على السعي نحو المناصفة بين الرجال والنساء. ناهيك عن عدد من القوانين التي مست بشكل مباشر الحياة اليومية للمغاربة سنوات بيضاء في مجال التشغيل، قانون تقاعد .
تعرف الانتخابات بكونها آلية للتداول على السلطة ، هل ينطبق هذا الأمر عن الواقع السياسي المغربي؟
من المعلوم أن الفصل 7 من دستور 2011 نص على أن الأحزاب السياسية تعمل على تأطير المواطنات والمواطنين وتكوينهم السياسي، وتعزيز انخراطهم في الحياة الوطنية، وفي تدبير الشأن العام، وتساهم في التعبير عن إرادة الناخبين، والمشاركة في ممارسة السلطة، على أساس التعددية والتناوب، بالوسائل الديمقراطية، وفي نطاق المؤسسات الدستورية"، وهو ما يجعل من الانتخابات وسيلة للتداول على المشاركة في السلطة. والأكيد أنه بعد دستور 2011 لم يعد من الممكن أن نرى حكومة تأتي من خارج صناديق الاقتراع، خاصة وأن تعيين رئيس الحكومة أصبح يتم اختياره وجوبا من الحزب الذي يتصدر نتائج الانتخابات.
تجري الانتخابات تحت غطاء دستور يصفه البعض بكونه دستور ممنوح ومفروض. هل هذا الأمر صحيح؟
لا يمكن لأحد أن ينكر أن دستور 2011 تمت صياغته من خلال مشاركة واسعة من طرف الأحزاب والنقابات والمثقفين، صحيح أنه لا يلبي كل الطموحات، لكنه جاء نتيجة توافق وطني واسع، وحتى الذين يصفونه بالممنوح قرروا اليوم المشاركة في الانتخابات ما يعني أن قراءتهم للمرحلة خاطئة.
كيف تنظر لدعوات المقاطعة من طرف العدل والإحسان والنهج؟
مبدئيا هم أحرار في أن يدعو إلى المقاطعة، لكن ما البديل الذي يقدمونه للشعب؟ أعتقد أن النضال من داخل المؤسسات أصبح اليوم ضرورة وطنية، خاصة أن المقاطعة لا تخدم سوى الفساد والقوى المحافظة.
توقعاتك فيما يخص نتائج انتخابات 7 أكتوبر .
كان بإمكان هذه الحكومة أن تتخذ عددا من الإجراءات العملية التي تساهم في الرفع من نسبة التصويت كإقرار التصويت بالبطاقة الوطنية مثلا، لكنها لم تفعل، بل عملت على إنتاج اليأس في صفوف الشعب، ومع ذلك أتوقع أن يصوت المسجلون في اللوائح الانتخابية بكثافة ضد هذه الحكومة بسبب قراراتها اللاشعبية.