حوار حصري.. الأستاذ المتدرب جواد ايسر: سنتوجه إلى السفارات الأجنبية لطلب اللجوء الاجتماعي
لازالت أزمة الأساتذة المتدربين، لا تبرح مكانها، فبعد أزيد من خمسة أشهر على احتجاج الأساتذة على المرسومين الحكوميين، ومع استمرار تشبث الحكومة بقراراتها، وفي غياب أية مؤشرات دالة على حلحلة هذه الأزمة، التي أصبحت أشبه بقضية رأي عام وطني، بعد تدخل عدة أطراف مساندة لمطالب الأساتذة بإسقاط المرسومين، يزداد الوضع سوءا مع الظروف الاجتماعية والنفسية الصعبة التي يعيشها الأساتذة ، على غرار الإهانة والضرب الذي يتعرضون إليه بين الحين والآخر.
أنباء 24 تقربكم من الوضع الحالي، وتنقل لكم الكواليس المؤسفة للأساتذة المتدربين، عبر هذا الحوار الحصري مع جواد ايسر، عضو التنسيقية الوطنية، ومنسق مدينة الدار البيضاء.
أنباء24
مارستم جميع أنواع الاحتجاج، واتخذتم وسائل ضغط مختلفة، ماذا عن الخطوات القادمة؟
بالفعل، نحن نحاول تنويع وسائل الاحتجاج والضغط، وفي هذا الإطار، نتوصل بالعديد من المقترحات، ذات توجه تصعيدي، ونحن حاليا نعتصم أمام مجموعة من المؤسسات الرسمية، في مدن مختلفة، وأمام تعنت الحكومة واستمرار الوضع على حاله، سنتوجه إلى السفارات الأجنبية بالمغرب، لطلب اللجوء الإجتماعي.
متى ستتخذون هذا القرار؟
في الحقيقة، القرار لم يحسم فيه بعد، حيث استبعدت اللجنة الوطنية، أي تنفيذ لهذه الخطوة، حاليا، ولكنها فكرة قائمة وسيتم تنفيذها، في حالة ما استمرت الحكومة في تعنتها، والأدهى، هو إمكانية خروج الأمور عن السيطرة في أية لحظة، وقد يتخذ الأساتذة بعض المبادرات الفردية، كإحراق الذات، أو ما شابه.. بعدما وصلوا إلى درجة نفسية سيئة جدا، لأن القضية أصبحت مصيرية.
لنقف عند هذا الجانب، أي الحالة النفسية للأساتذة، قربنا من الوضع؟
الوضع النفسي للأساتذة المتدربين بعد كل الأحداث التي جرت، هي سيئة جدا، فمثلا الشعارات التي كنا نرفعها في بدايات الاحتجاجات، من قبيل "شكون حنا.. أساتذة، آش بغينا..وظيفة" الآن أصبح الشعار " شكون حنا..أساتذة، آش بغينا..الكرامة" . لقد أهينت كرامتنا، بحيث أن أغلب الأساتذة معنا مصابون بصدمة لجراء ما وقع ويقع، بحيث لم يكونوا ليصدقوا يوما، بأنهم سيعيشون هذا الوضع، في بلدهم، زد على ذلك بأنهم كانوا نجباء في دراستهم، ولم يسبق لهم النضال في أي فصيل طلابي أو تنظيم سياسي، أو غير ذلك، ليجد نفسه أمام واقع لم يتخيله يوما، خاصة التدخل العنيف الذي نتعرض له، وباختصار كل من يجهل الواقع المغربي بمختلف حقائقه فهو مصاب اليوم بصدمة، إلى جانب التعتيم والكذب والإفتراء الذي نتعرض له، من طرف القنوات العمومية.
كيف تعيشون يومياتكم، أمام الظروف الإجتماعية الصعبة، في غياب المنحة؟
كما تعلم أن أغلب الذين يتوجهون إلى سلك التعليم، هم أبناء طبقة إجتماعية بسيطة، وعاشوا ظروفا معيشية بسيطة، تكبدوا فيها عناء التمدرس، عبر التعليم العمومي، ليصل إلى وظيفة تحفظ كرامته، فتصور معي أن بعض الأساتذة المتدربين، تركوا أبحاث الماستر والدكتوراه، بعد قبولهم بمراكز التعليم، بل الأكثر من ذلك، بيننا زملاء مهندسين، وأطر بنكية، استقالوا من وظائفهم، من أجل وظيفة في التعليم العمومي، ليفاجأ بهذا القرار، الذي يمنحه "ورقة" ليدرس في القطاع الخاص، فأي سخرية هاته.
ويؤسفني أن أقول لك بأن الأساتذة المتدربون يعيشون اليوم بصفر درهم، يعيشون على الخبز والشاي، كيف يعقل لعشرة آلاف أستاذ من خيرة أبناء الوطن، والذي اختيروا من بين مائة وأربعين ألفا تقدموا للمباراة، يعيشون هذا الوضع المزري.