سياسة

رسائل مسيرة رجال التعليم

بقلم: نور الدين الملاخ

يتشبث "الأساتذة – المتدربون" بإسقاط المرسومين القاضيين بتخفيض منحة التكوين وفصل التكوين عن التوظيف، بينما تتعنت الحكومة وترفض الاستجابة لهذين المطلبين. وضعية استمرت طورا من الموسم الدراسي الحالي.

1. الحكومة العنيدة

ترجمت الحكومة تعنتها بمجموعة من المواقف المثيرة للتعجب والاستفهام:

– تهديد رئيس الحكومة بسنة بيضاء.

– عدم تبني وزير التربية الوطنية والتكوين المھني لهذا الملف الغامض.

– تصريح وزير الداخلية في قبة البرلمان بأن هناك "منظمات" تقف وراء تسييس هذا الملف؛ إشارة مشفرة لجماعة العدل والإحسان.

– حلف رئيس الحكومة بعدم علمه بالتدخل العنيف ضد الأساتذة المتدربين يوم الخميس الأسود.

– رمي وزير الداخلية للكرة في ملعب رئيس الحكومة بتصريحه بأن التدخل تم بالتنسيق معه.

– تهديد الحكومة على لسان وزيرها المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، بعدم قانونية المسيرة الوطنية للمطالبة بإسقاط المرسومين، لكونها مسيرة غير مرخص لها من طرف السلطات المعنية.

– منع المواطنين ليلة المسيرة من السفر إلى الرباط من مختلف المدن المغربية ضدا على البند 24 من الدستور المغربي، من أجل تقليص عدد المشاركين في المسيرة الوطنية وإرهاب المواطنين بحصار المحطات الطرقية والسككية في مدن وجدة، تازة، فاس…

2. الأساتذة الصامدون

عاش "الأساتذة–المتدربون" أجواء حصار قوي وتشويش كبير على قضيتهم العادلة التي جلبت تعاطفا شعبيا كبيرا ونخبا متنوعة من مثقفين وفنانين وسياسيين وهيئات سياسية وحقوقية. وهذا السند الشعبي الكبير الذي احتضن قضية من أنبل القضايا الاجتماعية، ألا وهي قضية التعليم، يترجم وعي المغاربة بإدراكهم أن منظومة التعليم مستهدفة في مرتكزاتها وقيمها ورجالها.

خوصصة التعليم وإضعاف المدرسة العمومية هدف استراتيجي في المنظومة العامة لما سمي بإصلاح التعليم. هذا الهدف الاستراتيجي الوارد في إملاءات البنك الدولي، لا يتأتى إلا بتفعيل مثل هذه المراسيم النازلة فوقيا والمرفوضة شعبيا.

3. رسائل المسيرة البيضاء

رغم المضايقات التي عرفتها مسيرة 24 يناير 2016، شارك عدد غفير إلى ساحة باب الحد في اتجاه باب وزارة التربية الوطنية. بصوت واحد يريدون:

– إرجاع الكرامة لرجل التعليم، ليبقى رجل رسالة لا عبد حوالة.

– إرساء منظومة التعليم على أسس سليمة، بعيدة عن أي إملاء خارجي.

– بناء المدرسة المغربية بسواعد الشباب الحر غير المستعبد من طرف تجار التعليم والمشاريع الاستثمارية من أموال المستضعفين واستنزاف جيوب الموطنين المقهورين.

وفي الختام

إن تعنت الدولة واستعراضها للعضلات أمام المتضررين وكسر العظام… لا يزيد الأساتذة المتدربين إلا تشبثا بقضيتهم، بل يزيد الوضع توثرا وتهيجا. وبدل إيجاد الحلول المناسبة وحل المشاكل بالحوار تبحث الدولة عن هبتها في تعليق كل كبيرة وصغيرة على شماعة من لا يغرد بتغريدها ولا يطير في سربها.

أساتذة تحملوا مشقة السفر بطعم الحصار والمنع الفلكلوري، ليسمعوا رسائلهم الواضحة إلى من يهمه الأمر. في مسيرة احتجاجية اكتست ببياض مهنة نبيلة، مهنة التعليم مفخرة الأمم، تكسب الشعوب العلم والأوطان التنمية والبلاد الرقي والازدهار…

ترى ما جواب المعني بالأمر؟

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى