الكاتب البريطاني هيرست يدعو السيسي للرحيل قبل فوات الأوان
قال الكاتب البريطاني ديفيد هيرست إن (الرئيس المصري) عبد الفتاح السيسي يترأس أكثر الأنظمة قمعا وإجراما في تاريخ مصر الحديث وعليه أن يرحل، وإذا لم يفعل ذلك فستسير البلاد بطريق الكارثة التي ربما تنتهي بتفتت الدولة ولجوء جماعي إلى أوروبا، وقبل أن يحدث ذلك يجب أن يتسلم أي كان زمام الأمور حتى إذا كان ضابطا آخر في الجيش المصري.
وأضاف هيرست الذي يدير موقع "ميدل إيست آي" الإلكتروني بأن هناك رجلا واحدا يقف وراء الفوضى التي تعيشها مصر حاليا وهو السيسي، وهناك مؤسسة واحدة تقف وراء هذه الفوضى وهي مؤسسة الجيش.
وقال أيضا إن السيسي لا يهمه تشبيه أحداث رابعة بالمذابح الأخرى مثل مذبحة تينانمين أو أنديجان، ولا تهمه تقارير منظمات حقوق الإنسان ولا بيانات الشهود حول القتل والتعذيب بالسجون ومراكز الاحتجاز والتعذيب والمحاكمات الارتجالية وأحكام الإعدام الجماعية "فقد امتصها السيسي جميعها".
عدة جبهات
وأوضح الكاتب أن السيسي يخسر المعارك على عدة جبهات. ففي شبه جزيرة سيناء يشهد تنظيم الدولة الإسلامية نموا مستمرا. ويورد الكاتب أرقاما عن الهجمات خلال الفترة من عام 2012 و2015 ليؤكد ما ذهب إليه.
"هيرست: السيسي حاليا يعيش أضعف فترات حكمه الفردي المطلق، ومن المؤكد أنه سيخسر قريبا السيطرة على الاقتصاد وزمام السلطة السياسية ومقاليد الأمن، وإن دولته نفسها تسير نحو الفشل"
وفي المجال السياسي، يقول هيرست إن السيسي كان لا يبالي مع مؤيديه مثلما هو لا يبالي مع مصر بأكملها، وإن مراكز الاقتراع في الانتخابات الأخيرة تشهد على ذلك بقلة من دخلوها للإدلاء بأصواتهم، قلة أثارت الضحك لدى الجميع.
وأضاف أن مؤيدي انقلاب يوليو/تموز العسكري الذي قاده السيسي أصبح كل منهم يعترف بعد عناء ومشقة بأنه أخطأ في تأييده، وليس هناك مثال أقوى من مثال أسرة سويف: ليلى سويف وابنها المدوّن علاء عبد الفتاح اللذين شجعا الجيش على قمع المعتصمين بميداني رابعة والنهضة.
وأشار الكاتب إلى أن علاء انتهى اليوم إلى السجن مع 41 ألف سجين سياسي آخر، وانتهت ليلى إلى الإضراب عن الطعام وهي تقول "السيسي رئيس لأكثر نظام إجرامي وقمعي في مصر خلال حياتي، وأنا الآن على مشارف الستين من عمري".
انخفاض تاريخي
وعلى جبهة الاقتصاد، يقول هيرست إن الجنيه المصري ينخفض بسرعة لم تحدث منذ حكم الملك فاروق، وإن تغيير محافظ البنك المركزي الذي يحاول الآن دعم الجنيه بزيادة سعر الفائدة وضخ الدولار للبنوك، لن يوقف انخفاض العملة المصرية التي خسرت 14% من قيمتها خلال العشرة أشهر الماضية.
الكاتب دعا إلى اعتبار أزمة العملة المصرية فريدة في سجلات سوء الإدارة المالية، قائلا إنه وقبل عامين استولى السيسي على السلطة وخزينة الدولة لا تشكو قلة السيولة النقدية، وكان يتمتع بدعم أكثر دولتين ثريتين في الخليج العربي بالإضافة لدعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وشركات النفط والغاز متعددة الجنسيات.
وكشف هيرست عن أن نظام السيسي حصل على ما يقرب من أربعين مليار دولار خلال الفترة من يوليو/تموز 2013 ويناير/كانون الثاني-فبراير/شباط 2014. وتساءل عن المكان الذي ذهبت إليه كل هذه الأموال؟ وقال إن مصر لن تحصل بعد اليوم على منح خليجية.
وقال كذلك إن السيسي حاليا يعيش أضعف فترات حكمه الفردي المطلق، ومن المؤكد أنه سيخسر قريبا السيطرة على الاقتصاد وزمام السلطة السياسية ومقاليد الأمن، وإن دولته نفسها تسير نحو الفشل.
الجزيرة نت