التربية والتعليم من منظور ومقاربة المؤرخ في ملتقى للتاريخ
عرفت الدار البيضاء خلال أيام 28، 29، 30 أكتوبر 2015، في كل من فضاء كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء بتنسيق مع رئاسة جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء، وبفضاء كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، تنظيم أهم اللقاءات الوطنية المسايرة للأحداث المؤسسة للمغرب الحداثي، "التربية والتعليم" ضمن ملتقيات التاريخ في دورته التاسعة للجمعية المغربية للمعرفة التاريخية أطر مناقشاتها وحواراتها وتداولاتها ومداخلاتها أطرا متخصصة ومفكرون وفاعلون يمثلون التربية والتعليم وطنية وفعاليات أخرى من خارج الوطن..
جاء في تقرير الملتقى الذي توصل الموقع بنسخة منه أن الهدف من هذا النشاط " أن يخرج التاريخ إلى المجتمع ليستمع إلى نبضه ويناقش قضاياه وينصت لمتطلباته وبالتالي ليترافع في شأن القضايا التي تمسه وبذلك يتم ربط البحث العلمي بواقعه المجتمعي، وإعطاء للتاريخ بعدا آخر لكونه ليس مرتبطا بالماضي وبالأموات كما يتماثله البعض، بل إنه يمثل صوت: نحن، الآن، هنا، "نحن" كمجتمع له ماض وخصوصية ومتطلبات، في راهنية "الآن" المرتبطة بالهنا المستشرفة للهناك أي المستقبل بأزمنته المتعاقبة، وقد اختارت الدورة التاسعة من ملتقيات التاريخ محور التعليم وجدلية ارتباطه بالتربية، أو بالأحرى التربية وجدلية ارتباطها بالتعليم، حيث يشكل كل منهما مسارا ورهانا للمرحلة ومنتظراتها ورهاناتها مع رصد التحولات التي يعرفها هذين المجالين المكونين لوحدة الفعل والتفاعل المرتبط بوجدان الأمة وبتاريخها المؤسس والمواكب للحالي والراهني وبصيرورة المجتمع المستشرفة للآتي والمستقبلي.. إذ تعتبر التربية اليوم حقا من حقوق الإنسان، يمتد ويتسع مفهومها الشامل ليكتسح حقولاً معرفية وأخلاقية شاسعة. وبذلك تساهم التربية في بناء الشخصية الفردية والجماعية، ويرتبط هذا البناء بمستوى الوعي التاريخي لدى المجتمع الذي مرَّ ويَمُرّ من لحظات تاريخية خاصة به، كما يعتبر التعليم أو التعلّم الأداة والطريقة التي تنقل وتلقّن المعرفة والعلم والتربية للأجيال لبناء وتدبير المجتمع بمواطنين يدركون شروط المواطنة، وأطر يدعمون ويتابعون هذه الشروط ويبسطونها لتصبح واقع مجتمعي معيش. من هذا المنطلق تعد المدرسة مهد التكوينات المطلوبة في المشروع المجتمعي المأمول".