مهرجان “ماطا” يحشد 220 فارسا لدورته الثامنة
تنظم الجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي الدورة الثامنة لمهرجان ماطا، بين 11 و13 ماي الجاري، بقرية زنيد جماعة أربعاء عياشة العرائش، بولاية طنجة تطوان، بمشاركة أزيد من 220 فارسا وثلة من الفنانين المغاربة الذين سينشطون أيام المهرجان الذي يرفع هذه السنة شعار “ماطا تراث حضاري ورافعة أساسية للتنمية الاقتصادية”.
التظاهرة، التي تمتد على مدى ثلاثة أيام، ترسخ تقليدا قديما من تراث المنطقة الشمالية، تربط جسرا واصلا بين حاضر فاعل، ومستقبل قيد التكوين، فـ”ماطا” تظاهرة توارثها أبناء منطقة بني عروس أبا عن جد، وظلوا متشبثين بها منذ عصور.
وبحسب بلاغ لإدارة المهرجان توصلت أنباء24 بنسخة منه أن “ماطا” أسس لها الولي الصالح مولاي عبد السلام، ولم يشأ لها أن تكون فضاء للتسلية، فحسب، بل، امتدادا مجتمعيا للمدرسة الصوفية المشيشية الشاذلية في حث الناس على التحلي بشجاعة الفرسان.
يهدف المهرجان بالأساس، إلى التعريف بالموروث الحضاري والثقافي لقبيلة بني عروس، والحفاظ عليه، والمساهمة في إبراز وتطوير المؤهلات الطبيعية والاقتصادية التي تتميز بها المنطقة.
وسيكون جمهور هذه التظاهرة، التي تعتبر لعبة “ماطا” جوهرها الأساسي، على موعد مع مجموعة من الأنشطة الفنية والثقافية، إلى جانب تنظيم عروض لمنتوجات الصناعة التقليدية، التي تشتهر بها المنطقة، فضلا عن إحياء سهرات ينشطها فنانون من المنطقة، ومن باقي المناطق المغربية.
وشهدت “ماطا”، من خلال المهرجان تحولا كبيرا، إذ أصبحت لعبة وطنية رسمية تؤرخ، في ثلاثة أيام، لفنون الفروسية في الهواء الطلق. وتأتي قوتها من ماضيها التليد، ومن الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وعلى المستوى التنظيمي، تسهر الجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي، التي تنظم المهرجان، على تنظيم سبع دورات متتالية، ونجحت في التعريف بالموروث الحضاري والثقافي لقبيلة بني عروس، وإبراز المؤهلات الطبيعية والاقتصادية التي تتميز بها، وربط جسور التواصل بين الماضي والحاضر والمستقبل.
كما نجحت في التعريف بهذه التظاهرة على المستوى الدولي، وعملت على وضع قوانين وقواعد لممارستها، لتصبح لعبة وطنية تمارس بمختلف جهات المملكة وفق ضوابط محددة، في أفق إحداث منتخب وطني.
وتعتبر لعبة “ماطا” من التقاليد العريقة في منطقة جبالة، حيث يجتمع السكان، عقب الانتهاء من إنجاز العمل التضامني، الذي يتجلى على الخصوص في تنقية الحقول من الأعشاب الضارة وفي فترة الحصاد، من أجل الاحتفال والتعبير عن الفرح وإبراز الطاقات البطولية في فنون الفروسية، التي يتميز بها أبناء المنطقة.
وقبل بداية الاحتفال يجري اختيار ثلاث نساء لهن دراية بإعداد عروسة ماطا ويقمن بتزيينها ويحضر شباب القرية لاستلامها، وتتفق النسوة على اختيار شاب معين له مواصفات كأن يكون صاحب الحصان القوي والسريع، من أجل منحه العروس ‘الدمية) وتحذيره من أن تضيع منه أو تسقط بين يدي فرسان القبائل الأخرى المنافسة.
وتنطلق سربات الخيول الخاصة بشباب القرية موحدة على مسافة معينة وعند الوصول إلى ميدان اللعب تبدأ عملية توزيع الأدوار، وتحضر مجموعات من قبائل أخرى تطالب، أيضا، بالعروسة “ماطا” فيبدأ الصراع من أجل الحصول عليها والاحتفاظ بها.
ويختلف الكثيرون حول أصول “ماطا”، لكنهم يجمعون على أنها لعبة حربية بامتياز، ممزوجة بمعاني الحب وتقاليد الكرم والوفاء والتطوع خدمة للآخر، وطموح للدفاع عن شرف القبيلة وقيمها وتقاليدها.